١٥٢٩ - (١٠)[حسن] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"أكثروا من شهادة أن لا إله إلا الله، قبل أن يحال بينكم وبينها".
رواه أبو يعلى بإسناد جيد قوي.
١٥٣٠ - (١١)[صحيح لغيره] وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"ألا أخبركم بوصية نوح ابنه؟ ".
قالوا: بلى. قال:
"أوصى نوحٌ ابنَه، فقال لابنه: يا بني! إني أوصيك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين، أوصيك بقول:(لا إله إلا الله)؛ فإنها لو وضعت في كفَّة، ووضعت السماوات والأرض في كفَّة، لرجحت بهن، ولو كانت حلقةً لَقَصَمَتْهُنَّ حتى تَخلص إلى الله" فذكر الحديث.
رواه البزار، ورواته محتج بهم في "الصحيح" إلا (١) ابن إسحاق.
(١) كذا الأصل، وهو الصواب، ونحوه قول الهيثمي: ". . وفيه محمد بن إسحاق، وهو مدلس، وهو ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح". ووقع في طبعة المعلقين الثلاثة: "إلى ابن إسحاق"! وهو خطأ ظاهر، إذ لا فائدة من هذا التحديد، فقد يكون من فوق ابن إسحاق مثله أو دونه، بخلاف "إلا" فإنه يعم جميع الرجال غير ابن إسحاق، كما قال الهيثمي، وهو والمؤلف يشيران إلى أن ابن إسحاق لم يحتج به الشيخان، نعم استشهد به مسلم كما ذكر المؤلف في آخر الكتاب، وقال: إنه حسن الحديث، وهو كذلك بشرط أن يصرح بالتحديث، وهنا قد عنعن، لكنه صحيح بما بعده، ولقد أساء المعلقون هنا إلى الحديث إساءة بالغة، فضعفوا الحديث بكلام الهيثمي المذكور آنفاً، ولم يفرقوا بين رواية البزار المعنعنة، ورواية النسائي عن الأنصاري، ورواية الحاكم عن عبد الله من عمرو، وهما صحيحتان، وأعطوا هذه الروايات الثلاث رقماً واحداً! ومن غرائبهم أنهم حسنوا رواية النسائي في الموضع الذي سبقت الإشارة إليه، ونقلوا عن الحافظ ابن كثير أنه قال: "هذا إسناد صحيح"، ومع ذلك خالفوه، وهكذا فهم يخبطون خبط عشواء في الليلة الظلماء. والله المستعان.