للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سبَّابتها: يا سيِّدي وُحَيِّد، فقال مِنْ غير أن يُسْمِعَها: توجَّهي لبعلِك.

واجْتَازت امرأةٌ أخرى ولها رائحةٌ عطِرَةٌ، فقال له شخصٌ بجانبه كالمُنكِرِ عليها: انظرُ إلى هذه الرَّائحة، فقال له: رايحة جَايَة.

وكنَّا معه في الدَّرس بالمقعد، فقام الهواءُ، بحيثُ طارت أوراقُ بعضِ الحاضرين مِنْ بين يديه، وكان في المجلس الشَّيخ حسين الشيرازي العجمي -عرف بالفتحي (١) - فقال مخاطبًا لصاحب الأوراق: يا شيخ ثقِّل، فقال له صاحبُ التَّرجمة: بعد العصر.

وحضر إجلاسًا لناصر الدين بن السَّفَّاح، فقال لعمِّه -وهو كاتب السِّرِّ إذ ذاك- بعد فراغه مِنَ المجلس: واللَّه يَسْرُد مليح.

وجلس مع رفقته مِنْ قُضاة المذاهب (٢) وغيرهم وهم راجعون مِنَ السَّفر إلى آمد، فذكر كلُّ واحدٍ منهم ما يحتجُ لشرائه مِنَ القماش ونحوه هديَّةً لأهله وغيرهم، فقال واحدٌ منهم: أمَّا أنا، فأشتري لهم حِمْلَ جوز ولوز وزبيب وتين (٣)، فقال له صاحبُ التَّرجمة بديهة: هذه هدية عزَّة، فاستحسنها الحاضرون، لأنَّ تصحيفها "عُرَّة".

ووقف إليه شخصٌ مِنَ الشُّطَّار، فقال له بلفظه المألوف: اللَّه يسعدك. فالتفت إليه مباسطًا له، قائلًا: أيش أنت، فقال خثعم، فقال له: إنهم وسَّطوه، فقال الشَّاطر: إنَّه نَبَتَ.

وسمعته يحكي قضية (٤) العِرْسِ وتغطيته، ومجيء أمِّه ودورانها حول ابنها ترجو إطلاقه، وأنَّه طال ذلك عليها، فبادرت وأحضرت في فمها دينارًا، ثم آخر، ثمَّ آخر حتَّى استوفت عددًا، وأنَّها جاءت بالخِرْقَةِ بعد ذلك، إشارة إلى فراغ ما عندها، فأطلق بعدَ ذلك. لكن ما علمتُ هل


(١) في (ط): "الشهير بالفتحي".
(٢) في (أ): "المذهب".
(٣) "وتين" ساقطة مِنْ (أ).
(٤) في (أ): "قصة".