للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وابن الدواليبي هذا ضعيف كما سيأتي الإشارة إلى ذلك مِنْ كلام صاحب الترجمة عند إيراد القصائد التي امتدح بها. وقد لقيتُه وأخذت عنه، سامحه اللَّه وإيانا.

وحدث [صاحب الترجمة] (١) بحلب هو والبرهان الحلبي معًا باشياء، مِنْ ذلك: كتاب "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي" للرامهُرْمُزي قرأه عليهما البقاعي. ونَظَمَ القارىءُ إسنادهما، وزعم -جريًا على عادته فيما يصدُر عنه- أنه لم يُسبَقْ لذلك، كما سمعته من لفظه. وقد سُبِقَ لذلك حتى مِنْ شيخه بقوله: زاهد العصر شهاب الدين (٢) ابن رسلان رحمه اللَّه. وكذا الشمس ابن الجزري وغيرهما.

وأملى بمحراب الحنابلة مِنَ الجامع الكبير بها مجلسًا في يوم الثلاثاء خامس عشر رمضان افتتحه "بالحديث المسلسل بالأولية"، حديث الرحمة، وأنشد بعض الحاضرين:

يا رحمةَ اللَّه للمُمْلي بجامعنا ... حديثَ أشرف خلق اللَّه في القدمِ

دومي عليه برضوانٍ ومغفرة ... على الدَّوام كمُزنٍ هلَّ بالدِّيَمِ

ورحلوا (٣) مع السلطان والعسكر إلى الجسر المعَدّ على الفرات بعد أن استؤذن لكلٍّ مِنَ المالكي والحنبلي في الإقامة بحلب، لعجزهما حسًّا ومعنى، فأذن لهما. بل وأرفد كل واحدٍ منهما بثلاثمائة دينار. كل ذلك بسفارة [المهتار علي] (٤) الزيبق.

وسمع شيخُنا بظاهر البيرة مِنْ لفظ القاضي كمال الدين محمد ابن القاضي ناصر الدين محمد ابن البارزي صاحب ديوان الإنشاء في يوم السبت


(١) ساقطة من (ب).
(٢) في (ب، ط): الشهاب.
(٣) في (أ): "ورجعوا".
(٤) ساقطة من (ب، ط).