أبي الحسن علي، أنزل اللَّه سلفه رفيع الدرجات وبوَّأه، سلك فيها سبيل المتقين المخرجين ولا أخطأه، وبيَّن فيها الموافقات والأبدال، والمصافحات أحسن بيان وأجزأه، ودخل في سلك أهل الحديث، فابتنى بينهم منزلًا وتبوَّأه. وظهرت عليه نُضْرَةُ أهلِ الحديث التي تجلُو كلمة الابتداع وصدأه. ومَنْ يجعل اللَّه له نُورًا، فلن يستطيع أحدٌ أن يطفئه. فشكر اللَّه سعيه، وصانه وحفظه وكلأه، كتبه عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن ابن العراقي. ومن خطه نقلت، رحمه اللَّه ورضي عنه.
وقرأت بخطه أيضًا على بعض تصانيفه التي قرأها صاحبُ التَّرجمة عليه ما نصه:
قرأ عليّ هذا الجزء فيما وقع في "مسند أحمد" مِنَ الأحاديث التي قيل: إنها موضوعة، صاحبه (١) وكاتبُه: الشيخ المحدِّثُ المفيدُ الحافظُ المتقن شهابُ الدِّين أبو العباس أحمد بن الإمام نور الدين علي بن حجر العسقلاني الأصل، فسمعه جماعةٌ في سادس عشر شعبان سنة اثنتين وثمانمائة.
وقرأت بخطه أيضًا في آخر "النُّكت" التي جمعها على "علوم الحديث" لابن الصلاح المسمَّاه: "بالتقييد والإيضاح". وقد قرأه صاحب الترجمة عليه، ما مثاله بعد الخطبة:
ولما كان الشيخ العالمُ والكامل الفاضل، الإمامُ المحدِّثُ، المفيدُ المجيدُ الحافظ المتقن، الضابط، الثقة المأمون، شهاب الدين أحمد أبو الفضل ابن الشيخ الإمام العالم الأوحد المرحوم نور الدين علي ابن قطب الدين محمد، العسقلاني الأصل، المصري، الشهير بابن حَجَر، نفع اللَّه به، وبلَّغه غاية إرَبِه ممَّن وفقه اللَّه لطلبه.
إلى أن قال: فجمع الرُّواةَ والشُّيوخ، وميَّز بين النَّاسخ والمنسوخ. وجمع الموافقات والأبدال. وميَّز بين الثِّقات والضعفاء مِنَ الرِّجال، وأفرط