للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رافعيُّ العلومِ وابنُ دقيق ... وابن بري يحيى سليلُ حسينِ

وهو أحيا في أرضِ مصر أخيرًا ... لسراجِ الأئمة البلقيني

فاق في "فتحه" البخاريَّ شرحًا ... لابن بطال باطلِ التَّبيينِ

يا شهابَ الهُدى ويا خيرَ قاضٍ ... حازَ في علمه جميعَ الفُنون

فاق في فقهه أصولًا وفرعًا ... وخلافًا ومذهبًا ذا شُئُون (١)

حازَ في العلم كلَّ معقول علم ... ثمَّ منقولِ حافظٍ وأمينِ

بإجازاتِ مدحنا جُدْ، وجُدْ لي (٢) ... بإجازات علمك المكنونِ

قل لنا في سؤالنا منك حرفًا ... لم يكُن فيه حرفُ مدٍّ ولينِ

لم يكن فيه حرف عِلَّةِ منعٍ ... وهو اسمٌ لجمعِ مال ضنينِ

ذاك شيءٌ له عَطِيَّةُ وَعدٍ ... وهو دَين لذي سماحٍ ودينِ

قلبُه إنْ أردتُ معنى فمعنى (٣) ... علمه في سماحِ جُودٍ هتُون

فافهم الرَّمزَ يا إمامَ زمانٍ ... هو في فهمه فريدُ القَرينِ

مَنْ رجاهُ فليس يُخُفِقُ مَسْعَا ... هُ ولا ينثني بخُفَّيْ حُنينِ

حاطكَ اللَّه شرَّ مِعْيانِ عينٍ ... مثل صادٍ وحاجبٍ مثل نونِ

وكَلَاك الإلهُ مِنْ كلِّ سوءٍ ... بالطَّواسيم ثمَّ صادٍ ونونِ

دُمت فينا إمام سُنَّةِ علمٍ ... منه تحيي المفروض بالمسنونِ

أنت فيه للمؤمنين أمير (٤) ... بيقينٍ مِنَ المحال يقيني

يقبل الأرض، ويُنهي أنَّه ما انحسرت بمعاجر الدَّياجي عَنْ فَرْقِهَا الأشيب، ولا ضحكت أوضاحُ الصباح عن ثغرها الأشنب، إلا وأخذ العُبَيدُ


(١) في (ب): "شجون".
(٢) في (ط): "ثم جدلي".
(٣) في (أ): "ومعنى".
(٤) في (ب، ط): "أمين".