مبتهلًا بالأدعية المجابة، تُجاه بيتٍ جعله اللَّه للناس أمنًا ومثابة، وخصَّ الدُّعاء حوله في خمسة عشر موطنًا بالإجابة، لعلمه أنَّ ذلك فرضُ عين، يتعيَّن على ذي بصيرة وعين وأوان وعين، لمولانا وسيدنا ملك العلماء الأعلام، سيد القضاة والحكام، الموفَّق في الأحكام، شيخ مشايخ الإِسلام، العالم بالحلال والحرام، الإِمام العلامة الهُمام الخضم الكَهام، أمير المؤمنين في حديث سيد الأنام، قاضي القُضاة المجتهدين، واسطة عقد دُرِّها الثَّمين، مولانا شهاب الدنيا والدين، خالصة أمير المؤمنين، أسعده اللَّه في الدَّارَيْن والدَّارِين، وأتحفه بسلامٍ أطيبَ مِنْ مِدْرارين، الغنيُّ عَنِ الإطناب في الألقاب، العَنِيُّ بخدمة الأحباب والأصحاب، إمام أهل السنة الفائق على صاحب الجُنَّة، أثابه اللَّه الجَنَّة، وحرسه اللَّه مِنْ شرِّ الإنس والجِنَّة، بفضله والمِنَّة. آمين.
وبعد، فلما شاع من فضله ما شاع، وذاع مِنْ كرمه ما ذل، ما أذهلَ الأبصارَ والأسماع، وعصمَهُ اللَّه تعالى مِنَ الثَّلاثِ المهلكات التي تُروى لها بالسَّماع مِنْ حديث "شُحِّ مطاع"، أحببنا أن يكون له نصيبٌ مِنَ الأدعية الحَرمِيَّة، والمدائحِ المكية، والنفحات الأدوية، والنفثات المعربة (١) اللغوية في الأوصاف الأحمدية، وإمام السَّنة المحمدية، ليشرف بذلك نذير قلمي وبناني، وفهمي وبياني، ويفتخر بذلك نظمُ تصانيفي وديواني، وفرائد قلائد دُرِّ لساني. صدَّرْتُ إلى نظرِ جِهْبذِ الحفَّاظ الكلمة الرائقة، دُرية الألفاظ الحاوية بأوصافه معاني المديح الجائزة، المستحقة منه أسنى جائزة، ومدحنا يُنشد قوافيه قولنا، فيها وفيه:
خَيْراتكُم أرجُو لها خيرَ مهرٍ ... مِنْ خيارِ البُعول والأزواجِ
مثل بلقيس زُوجت بسليما ... نَ وقد جُرِّبَتْ بصرحِ الزُّجاجِ
فهي من فوزِها به في سُرورٍ ... وهو مِنْ حوزهِ لها في ابْتهاجِ
في لباسٍ مِنْ سُندسٍ لو أرادت ... سَتَرَتْهُ بشعرِها الدَّيَّاجِ