للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المرام"، حفظه الشهاب [الزواوي والشهاب] (١) البيجوري، وأخوه البرهان، والشمس بن قاسم [وابن الشيخ رضوان] (٢) وزين العابدين بن المناوي، وغيرهم. و"النخبة" و"شرحها"، حفظهما البدر حسن الدماطي (٣) الضرير، وكاتبه.

وأنشد الوعاظ في المحافل مِنْ نظمه، وخطب من دواوينه على المنابر في الآفاق، وقُرىء الكثير عليه مِنْ تصانيفه، لا سيما ما بيِّضَ في حياته، فلم يتأخَّر منه إلا اليسير، وربما قُرىء بعضها أيضًا أكثر من مرتين وثلاثًا وفوق ذلك، لكن على وجه الرواية والمقابلة، ما علمتُ مَنْ سلك فيها مسلك التَّحقيق والفحص والمراجعة غير العلَّامة ابن حسان، ومن قبله بالنسبة "لشرح البخاري" خاصة شيخنا العلامة ابن خضر، وبالنسبة "لمشتبه النسبة" الحافظ تج الدين بن الغرابيلي، وبالنِّسبة للنخبة و"شرحها" من لا يُحصى كثرة مِنْ أكثر النَّواحي، وأمَّا سائرهم، فليس قصدُهم سوى المقابلة. حتى إن بعض أصحابنا قرأ عليه "شرح النخبة" في مجالس ذات عدد، بحيث كنتُ أفهم عنه التعجُّبَ مِنْ ذلك، ولهذا وصف تصانيفه بما تقدم أول الباب.

وقد قال ثعلب: إنما يتسع علم العالم بحسب حذق من يسأله، فيطالبه بحقائق الكلام، وبمواضع النكت، لأنه إذا طالبه [بحقائق الكلام] (٤)، احتج إلى البحث والتنقير والنظر والفكر، فيتجدَّد حفظه، وتتسع معرفته، وتقوى قريحتُه، ويتذكر ما تقدم.

والعجب أنه أرشدهم لمطالعة الكتب الستة، لأجل المبهمات، على طريقة الاستقصاء، ثم إذا انتهت طالعوا بقية الكتب المتداولة وغيرها، وجعل لكل واحدٍ منهم منها كتابًا، فما نشط منهم لذلك سوى صاحبنا القاضي قطب الدين الخيضري، فإنه طالع بعض كتاب "السنن الكبرى" للنسائي، فيما أظن، وكذا أعطى بعض أصحابنا ربطتين له من كتاب "الثقات" ممَّا ليس في الستة، ليلحق الفائت ويمر عليها، فما فعل.


(١) و (٢) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(٣) في (أ): "الدماصي" تحريف وانظر الضوء اللامع ٣/ ١٠٦.
(٤) ساقطة من (ح).