للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لسانُ التي تليها: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} مضى فيما اقترح عليه من الكتاب طردًا أمِنَ فيه مِنَ العكس، ومرَّ فيه بأحلى أداءٍ، يكاد يسبق فيه النَّفَسُ النَّفْس، دلَّ على أنه استظهر جميع الكتابين دلالة حدسٍ يوازي اليقين ذلك الحدس، فأعيذُه بالرَّحمن مِنْ عين كلِّ حاسدٍ ولو أنها عينُ الشَّمس، وقد أذنت له، أسعد اللَّه جدَّه، وأبقى أباه [ورحم جدَّه] (١). . . إلى آخرها.

ومنه لابن حجي سبط الكمال البارزي (٢):

الحمد للَّه الذي يسَّرَ لمن حَفِظَ الأصول لاقتفاء آثارها واستضاءة أنوارها، حِفْظَ الفُروع لاجتناء ثمارها واقتطاف أزهارها، واطَّلع في سماء الكمال والبهاء والجمال نجمًا تولَّد بين الشمس والقمر، ينتمي لنجم يضيء بضياء أخباره الزهر، ويطيب مِنْ آثاره فائحُ الزَّهر. فيا لك نجمًا بأنوار الذكاء يتوقَّد، ويفوق على أقرانه حتى الفرقد.

والصلاة والسلام على خِيَرة اللَّه مِنْ خلقه محمد الهادي إلى الصراط المستقيم، الداعي إلى سلوك الطريق القويم، فبلَّغ ما أمر اللَّه به ونهى، وصار إلى مَنْ حفظ شريعته مِنَ الفخار المنتهى، وعلى آله وصحبه نجوم الهدى ورجوم العدا، صلاةً وسلامًا متلازمين من اليوم إلى أن يبعث الناس غدًا.

أما بعد، فقد تطوَّل عليَّ بأن عرض عليَّ مواضع مفرقة مِنْ كلٍّ مِنَ "المنهاج في الفقه" لشيخ الإسلام النووي، ومِنْ "مختصر منتهى السول في أصول الفقه" للعلامة أبي عمرو بن الحاجب، المقرُّ العالي القضائي الكثيري (٣) العالمي الفاضلي البارعي الأوحدي الأكملي البليغي الأثيلي الأثيري الأصيلي العريقي الماجدي النجيبي النَّجمي، جمالُ الإسلام والمسلمين، شرفُ الفضلاء البارعين، نجلُ الأئمَّة، إمامُ الأُمَّة، مجدُ الرُّؤساء، فخرُ الأعيان، سليلُ الكبراء، كهفُ الكُتَّاب، أوحدُ البُلغاء المنشئين، جلالُ الأصلاء المجيدين، صفوةُ الملوك والسلاطين، أبو زكريا


(١) ساقطة من (أ).
(٢) في (أ): ابن البازي.
(٣) في (ح): "الكبيري".