ريّا، ويشوي به قلب الحاسد، حتى يعود كأنَّه لم يكن شيئًا، وحتى يلتقي من بعد يأس سهيل في الكواكب والثُّريَّا، أن يتفضَّل بنقل خطاه المبرَّأة مِنَ الخطأ، الساعية لطائفة الأدب، وهي عن سواهم بطَّا، إلى منزل جاور النيل، والنيل جاري، ودرى بمحبَّتي من النسيم، فأتحفني به، فهو على كل حالٍ داري، أعين طاقاته السبع ترى مِنْ كلِّ عينٍ منها النيل، وحديثُ اعتلالِ النَّسيم منه صح، ولا شيء أحسن مِنْ صحَّة العليل.
منها: والمملوك يخشى إن قصَّر في الوصف فوات ما أمَّل، ويخاف الفضيحة في آخر إن ورَّى في الوصف وأوَّل، ولولا علمه بفوائد مولانا في الإفضال، ما تجاسر على السُّؤال، وهو يتحقَّق الصَّفحَ عَنِ التَّقصير، فلا يطوّل بالمعاذير، وإن تكن الأخرى.
فما احتيالي إذا خُلِقْتُ فتى ... تجري بما ساءني حكم المقادير
نعم.
وما أنا خاشٍ أن تخيب وسائلي ... لديك ولكن أهنأ البرِّ عاجلُهْ
واللَّه تعالى يُديم بقاءه ما أُجيبَ سائل، ونسب أيده اللَّه في جرِّ ذيل الفخار في البيان إلى سحبان وائل، إن شاء اللَّه تعالى.
ومنها مِنْ أخرى كتبها إلى بعض الأكابر مِنَ الصعيد:
وكان المملوك أقسمَ أن لا بدَّ له مِنَ الانتقال، وسأل بعد أن أوقعه البَيْنُ في عثرته أن يقال، ولعبت به يمين النوى كما لعبت بالطَّلل ريحُ الشَّمال، وفارق ربيع الخضرة، فنومه بعدها محرم ودمعُهُ جمادى، وألبسته ليالي الفرقة السود، حين سلَّ بياضُ المشيب على رأسه سيوفًا حدادًا.
ولا ينكر سيدنا منِّي التَّقصير في هذه المكاتبة، فأنا على كلِّ حالٍ مسافر، وقد نهيت عزمي عن العود للنَّوى، فقال: إني مقلعٌ (١) قلت: إياك