للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن تعود وحاذر، واللَّه المسؤول أن يسهّل المشقَّة، ويطوي هذه الشُّقَّة، فهو بتفصيل الحال عليم، وإذا انتهى الخَطْبُ الجسيم، تُوقِّعَ الفرج العظيم، واللَّه أسأل أن يقدر بخير.

ومنها من أخرى:

يقبِّل الأرضَ حيثُ سماء المكارم ليس دونها حجاب، ومنازل السَّعد التي لا طاقة للعُفاة بفراقها مُفتَّحة الأبواب، وخيام الفضل التي لا فواضل لها عن المجد ثابتة الأوتاد، قوية الأسباب والجبين طَلْقُ المحيَّا، واليمين ممدودة لطالب اليسار تقول: هيا، والمجد باقٍ إلى أن يلتقي من بأس سُهيل في الكواكب والثُّريَّا، وينهي وصول المثال الذي لو رآه الحريري، لعقد عليه الخناصر، لعلمه بأنه من الطراز الأول، فوقف له إجلالًا، وعليه اتباعًا لأوامره وامتثالًا، وقبل أحرفه على أنها الأسرَّة، وأسطره على أنَّها الأنامل التي تهبُ المسرَّة، وكحّل به طرفه، لأنه من النُّوراني، وروي عنه حديث المودَّة لما رآه مثبتًا، وودَّ لو أعطيَ لفظًا طائلًا، فأطاب (١) في وصفه وأطال، أو ذهنًا حديدًا، فقابل به ذلك الذهب (٢) السيّال، لكن ذِهْن المملوك تبلَّد في السَّفر، مع أنَّ نيرانَ قلبه ذكيّة، ورويّته مثل (٣) بديهته سقيمة مما قاساه (٤) دون البريّة. . .

إلى أن قال ما ختم به ما كتب به على "بديعية الوجيه العلوي" الماضي في أوائل الباب (٥): (زال) (٦) في سعادة لازمة له لزوم الهمزة للاستعلاء على ما ألف، وكان المبتدأ صدر الكلام (٧)، واللام للتَّعريف بعد الألف، ودام منادي عيشه لا يُرَخَّم، وأحمد زمانه لا ينصرف، وأدام تصرُّفَه بحكم اللسان والأقلام، وخدم مجلسه الكريم بأفضل التحيَّة والإكرام، والسلام.


(١) في (أ): "فأضاف".
(٢) و (٣) ساقطة من (أ).
(٤) في (أ): "سقاه"، تحريف.
(٥) ص ٧٢٤.
(٦) ساقطة من (أ).
(٧) في (ب): "الكتاب".