للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها من أخرى:

يقبِّلُ الأرض تقبيلًا هو عليه آكدُ مِنَ الفرض، ويُعربُ (١) عن طول الوُدِّ المبنىِّ إلى يوم العرض، وينهي شوقًا أقلق خاطره، ودمعًا أسهر ناظره، وتلهُّفًا على الحضرة التي غاب عنها، وتلهُّبًا (٢) على الجنَّة التي خرج منها.

ومنها من تعزية:

عفا اللَّه عنه وسامحه, وجعل سحائب الرضوان غادية عليه بنفحة طيبة ورائحة.

ومنها من أخرى:

يقبل الأرضُ متلهفًا على وجودها، متأسِّفًا على مفارقة كرمها وجودها، نادبًا على نفسه، نادمًا على مرافقته غيرَ نوعه ومفارقة أبناء جنسه، وإنما يتشكّى مَنْ به رمق.

ولا تحسبوا أنَّ الغريبَ الذي نأى ... ولكن مَنْ تَنْأوْنَ عنه غريبُ

ومنها من أخرى:

يقبل الأرض، وكيف له بذلك حقيقةً؟ وأنَّى له بالتَّمثُّل بين أيادي مخدومه الجليلة ولو قدْرَ دقيقة، ويبالغ في المدح بما لا يلقى وزيادة في نعمائه شقيقة, وينهي أنه قد فارق المخدوم قليل الصبر، بل عديمه، كثير الأرق، بل مستديمه، لا تمضي لحظة، إلا وذِكْر المولى شعاره، ولا طرفة عين إلَّا وأنيسه آثاره.

ومنها من أخرى:

يقبل الأرض، وكيف له بذلك؟ ومَنْ معينه على وُلُوج تلك المسالك، ونهاية مطلبه إحياء قلبه بالإقامة في الحضرة التي يأمَنُ فيها مِنَ المهالك. . . . . . . (٣) دار الهجرة ومالك.


(١) في (أ): "ويعرض"، تحريف.
(٢) في (أ، ب): "وتلهفًا".
(٣) بياض في الأصول.