للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها من أخرى:

يقبل الأرض سقى اللَّه حماها، وحمى نبتها بعين رعايته وكلاها، وجعل خادمها من سائر الأسواء فداها، وينهي ورود المثال الكريم، فوقف عليه وما وقف عنه، وأطال ظامىء نظره إليه، ولم يبلغ الرِّيَّ منه، واستشفى به مِنَ النَّسيم لجسمه الناحل، واستسقى بميمون غُرَّته في البلد الماحل، واستغنى به عن الوسْمِيِّ والولي، وارتفع به مقداره، لأنّه (١) أتاه من عَلِيّ.

وإن لأخبارِ الأحبة فرحةً ... ولا فرحة المجهود فاجأه القطرُ

ومنها من أخرى:

مَنْ له بدار المولى التي كان إليها لا لها مهاجرًا، وبجامع محاسنه الأزهر الذي تسعى إليه النواظر على النواظر، وبعَروض محادثته لا عُروض تجارته التي دارت عليها الدوائر، وبكامل ودّه المثري مِنْ بحرِ كرمه بالمديد الوافر، وبإعراب فضله الذي لزم الحركات، فهو للأذهان سابح، وللهموم شافع، وللأحزان كاسر. . . .

إلى أن قال: وللَّه أيام قربه ما كان أعلنها بالحُسْنِ وأسرَّها (٢)، وليالي أنسه ما كان أحلاها وأمرّها، وما عنى المملوكُ إلا سُرعة المرور، لأن المرارة لا تُنسب إلى ليالي السرور.

ومنها من أخرى إلى من يُسمَّى شرف الدين:

يقبل الأرض ذات الشرف السامي، والفضل النامي، والفكرة التي إذا نظرت في بحور النظم تصيب البحر الطَّامي، والرويَّة التي تصيب الأغراض وافرة سهامها وناشرة إلى الرَّامي.

ومنها ما كتب به إلى القاضي نور الدين، وهو بالقدس الشريف:


(١) في (ب): "لا أنه".
(٢) ساقطة من (ب).