أما بعد حمدِ اللَّه الذي جعل لنا عن مريض المقال حِمية، وأهدى لنا أبكار المعاني، فانتخبنا منها هذه الدُّمية، وصلى اللَّه على سيدنا محمد الذي أُوتيَ جوامع الكَلِم، وعلى آله وصحبه الذين رُوِيَ في فضائلهم ما شُهر كالنجوم وعلم. . .
إلى أن قال: عفا عنه وسامحه، وجعل سحائب الرضوان غادية عليه بنفحة طيبة ورائحة. . .
حتى قال: وأسقطت ذِكرَ الرجل إن كان شعره نازل (١)، ولم ألتفت لتهويل المؤلف في ترجمته إن كان كلامه غير هائل.
ومنه خطبة كتاب "الضوء الشِّهابي":
أما بعد حمدِ اللَّه كما أمر على ما علَّم، وصلى اللَّه على سيدنا محمد الذي أنقذ به من العذاب وسلم، فقد أمر مَنْ طاعتُه حتْمٌ، وأمرُه المرفوع على الرؤوس جَزْم، أن أجمع له ما جَنَتْهُ يد فكري القصيرة مِنَ الزهور، وأُوردَ له ما شفيت به مِنَ المعاني القليلة الورود الصدور، وأختار ما فرطته سهامُ الرَّويَّة مما رميت به عرض الفكاهة، وإن كنت أبعدت مرماها، وأهدي إليه مِنْ بطون الأوراق عراثس أنتجتها بناتُ القريحة التي اسمها عين مسمَّاها، فأنتهيتُ إلى أمره المتعالي، وانتهيت عن خلاف رأيه الغالي، ورقمت طُرُزًا مذهبة، يتلثم الزَّهر خجلًا منها بالأكمام، وجعلتُ طاعته العمدة في بسط العذر، إذ لم يكن لي بعصيانه إلمام، فأتيت ما حَسُنَ صنعُه، ورفعت إلى حضرته العالية ما شُكِرَ وضعُه، مع أني أتطفل على مشايخ هذا الفن أن يهبَ كلُّ منهم على