للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أغصان هذه السطور الموائد مِنَ القبول نسيمًا، وأن يعيرها إذا بدت منها هفواتُ الصِّبا طرفًا حليمًا.

ومنه خطبة مجلد من "تذكرته الأدبية" فيه مختارهُ مِنْ نظم البرهان القيراطي ونثره:

أما بعد حمد اللَّه الذي زيَّن سماء الأدب بمطلع النَّيِّرين، وجمَّل بكلمات البرهان الباهرة كلَّ معاند، فكان في مصر صاحب الصِّناعتين، وصلى اللَّه على سيدنا محمد الذي أوتيَ جوامع الكلم، وعلى آله وصحبه الذين رُوي في فضائلهم ما اشتهر كالنجوم وعلم وسلم.

فهذا الجزء السادس والعشرون (١) من كتاب "التذكرة"، ابتدأت فيه بانتخاب "ديوان العلامة برهان الدين القيراطي الشافعي". وساق نسبه ومولده ووفاته، رحمه اللَّه وعفا عنه وسامحه، وجعل سحائب الرَّحمة غادية عليه بنفحة طيبة ورائحة، فانتدبتُ لانتخابه كما يجب، ومشى قلمي في طرق نظمه ونثره غير مضطرب، ورتبتُ ما انتخبتُ على الحروف، ليسهُلَ تناوله، وكتبتُ مِنْ ذهب ألفاظِه وجواهرِ معاشيه ما ينمو به للقيراطي عنه حاصله، ولعلَّ فيما تركتُ خيرًا مما كتبتُ، لأني قبضت يدي عن الإكثار، وهذا ممّا يبسط اعتذاري، ومشيتُ في انتخابه على قدر اختياري، واللَّه الموقق.

وخطبة آخر فيه "مختاره" مِنْ شعر المتقدمين:

الحمد للَّه الذي حسَّنَ لكل مختار مذهبًا، وصلى اللَّه على أشرف المرسلين محمد المجتبى، وعلى آله وسلم. . .

إلى أن قال: وهذا الاختيارُ لا ناقةَ لي فيه ولا جمل، ولا قول (٢) ولا


(١) في (أ): "والعشرين"، خطأ.
(٢) في (ط): "قوة".