للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال الرَّضيُّ:

وما أدري أغيٌّ أمْ رشادٌ ... جفاكم والهوى داءٌ دفينُ

فقال الشَّرفُ:

نُجومُ اللَّيلِ تشهَد أنَّ دَمعي ... غزيرٌ والدُّمُوع لها شؤونُ

فقال شيخُنا:

فدمعي بعد عِزَّتِه مَهينٌ ... وجِسمي مِنْ سُقامي لا يَبينُ

فقال النَّجمُ:

ومَنْ لم يَعْشُ عَن ذكرى حبيبٍ ... فكيف له مِنَ اللَّاحي قرينُ

وهذه الأبيات مختار ما قيل، لأنها كانت أكثرَ مِنْ ذلك.

واقترح صاحب التَّرجمة في سنة سبع وتسعين على الصَّدر علي ابن الأمين محمد بن محمد الدمشقي ابن الأدمي أن يعمل على نمط (١) قوله مما يُقرأ على وزنين وقافيتين مِنْ كلمة، وهو ممَّا انفرد بالسَّبق به، وكذا اقترحه على غيره مِنْ أُدباء عصره، وهُما (٢) أول ما نظمهما صاحبُ الترجمة في ذلك.

نسيمكم يُنعشني والدُّجى طال ... فَمَنْ لي بمجيء الصَّباح

ويا صِبَاحَ الوَجْهِ فارَقْتُكُم ... فَشِبْتُ همًّا إذ فَقَدتُ الصِّبَاح

فقال الصدر ما أنشده لصاحب الترجمة بعدُ بسنين، وكان عملهما قبلُ:

يا مُتهمي بالصَّبر (٣) كُن مُنجدي ... ولا تُطل رفضي فإني عليل


(١) في (أ): "في نمط".
(٢) في (ب): "وهذان".
(٣) في (ط): "بالسقم".