للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: ولما اجتمع بالوليِّ العراقي رحمهما اللَّه، قال له أنت القائل: (قل للشهاب)، وذكرهما، [قال: نعم] (١) فأجابه [صاحب الترجمة] (٢):

عوذت سُورَ الوُدِّ فيكَ بالسُّورْ ... فهو على العلماء بالحُكْمِ حَجَرْ

يا مِنْ رقى في المجدِ أنْهَى غايةٍ ... بالحقِّ أعْيَتْ مَنْ مَضَى ومَنْ غَبَرْ

فضلُ سواكَ مدَّعى أو ناقصٌ ... كأنه "إنَّ" أتَتْ بلا خَبَرْ

وأنتَ إسماعيلُ بالصِّدْقِ له ... وصفٌ على الوَرَى به قَدْ افْتَخَرْ

ذو قعدة في أُفْقِ مَجْدٍ ثابتٍ ... بمدحها طيرُ السُّعودِ قد صَفَرْ

وهِمِّة في السَّبْقِ لمَّا أن سَمَتْ ... لم تَرَ عَيْنٌ في الثَّرى لها أثَرْ

يا أيُّها القاضي الذي مرادُه ... يأتي به حُكْمُ القضاء والقدَرْ

إذا أرادَ اللَّه أمرًا لم يَكُنْ ... له (٣) تأخُّرٌ إلَّا كَلَمْحٍ بالبَصَرْ

فاضت بفضله المحالب التي (٤) ... فاقت بمجده الذي قد اشتهرْ

دَرَّ له ضَرْعُ الكلام (٥) حافلًا ... حتَّى احتوى على المعاني واقتدرْ (٦)

وكتب إليه الأمير غرسُ الدين خليل ما سمعتُه ينشده لصاحب الترجمة، وهو قوله:

وقائلةٍ مَنْ في القُضاة بأسرِهِمْ ... يُلازِمُ تقوى اللَّه طُرًّا بلا ضَجَرْ

ويرؤُفُ في الأحكامِ بالخَلْقِ كلِّهم ... ويدعو لهم في كلِّ ليلٍ إلى السَّحَرْ

فقلتُ لها: فهو الإمام أولو النُّهى ... وذاك شهابُ العسقلاني بني حجرْ

له كتبٌ في كلّ فنٍّ لقارىءٍ ... وشرحٌ عجيبٌ للبخاري مِنَ الخَبَرْ


(١) و (٢) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(٣) في (ح): "إذا أراد الأمر لم يكن له. . . ".
(٤) في (ب، ط، ح): "الذي". وكتب في هامش (ح): "خ التي".
(٥) في (ط): "المعاني".
(٦) في هامش (ط): "وقت در".