وفي النَّحوِ والتَّصريفِ لم يُرَ مثلُه ... كذا في المعاني والبيان وفي الأثَرْ
فأجابه صاحب الترجمة بما كتبته عنه أيضًا:
أيا غرسَ فضلٍ أثمرَ العلمَ والنَّدى ... فلّلهِ ما أزكى وما أطْيَبَ الثَّمرْ
يجودُ ويُنشي بالغًا ما أرادَهُ ... فمستطلعُ دُرًّا ومستنزلُ الدُّرَرْ
لكَ الخيرُ قد حرَّكْتَ بالنَّظْمِ خاطرًا ... له مدّةٌ في العُمْرِ ولَّت (١) وما شَعَرْ
وقلَّدْتَ جيدي طَوْقَ نُعْمَاك جائدًا ... فعالًا ونطقًا صادَفَ الخُبْرَ والخَبَرْ
مناسبةُ اسْمَيْنا خليلٌ وأحمدٌ ... لرأسِ أولِي النَّظْمِ الإمام الذي غَبَرْ
وكتب إليه أيضًا مطالعة تتضمَّن وُقوعَ الطَّاعونِ بالشَّام، أولها:
نسأل اللَّه بمدحٍ وغَرَلْ ... عادلٍ في الحُكْمِ ولَّى وعزلْ
أنْ يمتِّعكُمْ بعمرٍ لم يَزَلْ ... في حماية ربِّنا ممَّا نزلْ
فأجابه بقوله:
أسألُ الرحمن لي عزَّ وجَلْ ... ولكم حِفْظًا وصَوْنًا مِنْ وجلْ
أنتَ نِعْمَ الذُّخْرِ والمولى الأجَلْ ... وخليل الودِّ ما دامَ الأجلْ
وكتب في سنة عشرٍ وثمانمائة لقاضي القُضاة جلال الدين البلقيني يعاتبه على تركه عيادته وهو ضعيف:
قُلْ لقاضي القُضاة ما ضرَّ لو ... عُدْتَ فتًى جِسْمُه ضنًى مجذوذُ
لي عليكُم دُونَ الأنامِ حقُوقٌ ... سبعةٌ ذِكْرُهُنّ عندي لذيذُ
صاحبٌ تابعٌ محبُّ نسيبٌ ... بلديٌّ مجاورٌ تلميذُ
إن يكُنْ هجرُكُمْ لذنبٍ فبالَّـ ... ـلهِ تعالى مِنْ زلَّتي أستعيذُ
(١) في (ط): "ولى".