للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأجابه، ومِنْ خطّه نقلت:

ليس في صُحبتي وصحَّة حُبي ... قادحٌ مُضْعِفٌ وليس شُذُوذُ

أنا لا أنثني عَنِ الوُدِّ دهري ... كيف إمكانُه وكلِّي أخيذُ

خاطري عندكُم كذلك بالي ... وعلى سُقْمِكُم فقلبي حَنيذُ

غيبتي هَفْوَةٌ فعفُوكَ عنها ... إنني بالولا فيك أعوذُ

وكتب إليه الزَّين عبد الرحيم، ومِنْ خطه نقلت:

أمُسْتَعِبدَ الأحرارِ بالعلم قد رأوا ... وبِرِقِّهِمْ فضلًا عليهم وواجِبَهْ

وملحقَ إحسانٍ بسابق مثلِه ... جزيل عطاياه بغير محاسبَهْ

وناصبَ فخٍّ للقُلوب بفضله ... فكم صادَ مِنْ قلبٍ ولا زال ناصِبَهْ

لئنْ جاء شقيقي سائلًا في كتابِكُم ... فلي شأْوُ سُبَّاقٌ ولي فيه شائبهْ

تغاضِيكَ أغراني إلى طمعٍ به ... وإهمالِ أزمانٍ وتركِ المطالبَهْ

وقد أحضر المملوكُ ما كان قَبْلَه ... فما خُوطب المملُوك فيه بخاطبهْ

ولي فيك آمالٌ إلى الآن ما انقضَتْ ... مدى الدّهر ما أرجعتها قطُّ خائبهْ (١)

وعوَّدتها صدق الوَفا فتَعوَّدت ... وفي كلّ ما تولى بها منك صائبَهْ

متى كنت مأمولَ المكارم والعطا ... وأرجَعْتَ مَنْ يأتي بآمال كاذِبَهْ

فعجِّل بما أرجُوه يا لك مُحسِنًا ... بإحسانه كلُّ الخلائق قاطِبَهْ

وأما أخي فالصَّالحيُّ يُجيبُه ... بأنِّيَ مِنْ قبلُ التمسْتُ مواهِبَهْ

بظاهره فاكتُبْ بما أنتَ أهلُه ... فكم لك أمثالي (٢) أرِقّا مكاتبَهْ

فأجابه على الفور:


(١) هذا البيت لم يرد في (أ).
(٢) في (ب): "مثلي".