للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمولاي زينَ الدِّينِ والفاضل الذي ... بِصيدِ الثَّنَا صحّت لديه المناصِبَهْ

أتاني سؤالٌ فيه مدحٌ ومطلبٌ ... فللَّه مَدْحًا ما أعزَّ مطالبَهْ

يقولُ الذي أغرى إلى طمعٍ به ... تمادي أزمانٍ وتَرْكِ المطالبَهْ

فديتُك ماذا مذهبُ العبدِ بل عَزَوْا ... إلى مالكٍ قولًا ضعيفَ المناسبَهْ

فإن كان مولانا يقولُ بقولهِ ... فليتك حقًّا مالكي بلا شِبَهْ

ولكن مقامُ العبدِ لا يرتقي إلى ... مقامِ الموالي فاعذُروا في المكاتبَهْ

ولو كان مولانا أشارَ إشارةً ... ولو كان بالإيماءِ أسرعْتُ ذاهِبَهْ

ولو أن مَنْ نرجوه غيرُ شقيقِكم ... ولو أنَّه النُّعمان لم أرْعَ جانِبَهْ

ولكن لأجل الوُدِّ بينكما أرى ... كلكما في ذاك ترك المخاطبهْ (١)

وقلتُم بأنَّ الصَّالحيَّ يُجيبه ... بأنَّك مِنْ قبلُ التَّمسْتَ مواهِبَهْ

أحاشيكَ هذا الصَّالحيُّ عهدتُه ... له عَنْ أكاذيبِ المقالِ مجانبَهْ

ولا سيما والكذبُ يُفْطِرُ صائمًا ... فحقٌّ له في الصَّوم يهجرُ طالِبَهْ

فهذا رعاك اللَّه عُذريَ قد بدا ... فهل مِنْ قَبولٍ مِنكَ أشكر واجبَهْ

وكتب إليه الموفقُ أبو الحسن علي بن الحسن بن أبي بكر الزَّبيدي قوله: أمتع اللَّه بطلعَتِكَ المضيَّة، وشمائلك المرضية، وحُزْتَ خيرًا، ووُقِيتَ ضَيْرًا. . . (٢)

وكتب إليه قاضي القضاة العلاء علي (٣) بن محمود ابن المغلي الحنبلي، وأرسل إليه مع ذلك بثوب بعلبكِّي هديةً، وذلك عند ختم ولده القاضي بدر الدين محمد القرآن، وصلاته للنَّاس في رمضان سنة ست


(١) في (أ): "المطالبة".
(٢) بياض في الأصول.
(٣) "علي" ساقطة مِنْ (أ)، وفي (ط): العلاء علاء الدين محمود، خطأ. وانظر ترجمته في إنباء الغمر ٨/ ٨٦ - ٨٨ والضوء اللامع ٦/ ٣٤ - ٣٦.