للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعشرين وثمانمائة بالخانقاه البيبرسية بحضُور الأعيان، فقال، ومِنْ خطِّه نقلت:

ليهن أبا العبَّاس ذا النَّجل إذ بدا ... هلالُ شهاب الدين بل جاء مُبْدِرا

فحُقَّ له الإنشادُ في عُظْمِ شأنه ... لشِعْرٍ له معناه ظنِّي مُضمرا

(بلغنا السَّماء مجدَنا وجُدودنا ... وإنَّا لنرجوا فوقَ ذلك مظهرا)

عساك تُجيرُ العبدَ إذ صحَّ ودُّه ... بحُسْنِ قَبُولِ النزرِ يا حافِظَ الورى

فأجابه صاحب الترجمة، ونقلتُه مِنْ خطه:

نعم بلغَ العبدُ السَّماء تعاليًا ... بمدحِ علاء الدِّين أعلمِ مَنْ أرى

لقد فُقْتَ في كل العلومِ بلا مرا ... وفي البِرِّ للطُّلاب بالفضل والقرى

ورُمْتَ بإهداء البِطَانَةِ سُتْرَةً ... وهيهات يأبى الجودُ أن يتستَّرا

كساني ولم أستَكْسه فحمدتُه ... أخًا لك يُوليكَ الجميل لتشكرا

واتَّفق أن وقع على لفظة (١) "أستكسه" علامةُ الإهمال على السِّين التي قبل الهاء، فصارت كالضَّمة، فكتب العلاءُ إلى صاحب الترجمة في ذلك ما نصُّه:

أجبتَ فلبَّاكَ القريضُ حقيقةً ... وعوَّضت عن نظمي الحصى منك جوهرا

وأدخلتَ في التَّضمين بيتَ تنازُعٍ ... فها أنا نحوه ولكن مُحرَّرَا

حباني ولم أستدعه فاشْكُرن له ... أخ لي يُوليني الجميل معذَّرا

فإن قلم ألقاه سبقًا فإنَّه ... عقيدتنا أولى لمعنى فخبِّرا

فأجابه بقوله:

أخبِّركم أنَّ الصواب محقَّقٌ ... لديكم وسَبْقُ الضَّبْطِ مِنْ قَلَمٍ جرى


(١) في (أ): "حفظ"، خطأ.