للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحرف] (١).

وله موشحات وزجل واحد نَظَمُه تجربةً لخاطره. وله دُوبيت:

يا مَنْ هجروا فالصَّبرُ كالرَّبع عفا ... والدَّمع مِنَ الجفونِ حسبي وكفى

رِقُّوا لفتى لرقّه ملكُكُم قد راق ... نسيب منه فيكم وصَفَا

وقوله:

العارضُ فوقَ الورد زاهٍ زاهر ... يا بدر لوَجْنَتَيْك باهٍ باهر

والقلبُ لصبري عنك ناهٍ ناهر ... والطَّرف وقد نأيت ساهٍ ساهر

وكان -رحمه اللَّه- إليه المنتهى في كلِّ ما يصدُرُ عنه مِنْ ذلك في سائر أنواعه، مع سرعة عمله، كما ستأتي الإشارة لذلك عقب جوابه عن أبيات (أيا عُلماء الدِّين) مِنَ الفصل الذي بعد هذا (٢).

وقد رثى شيخه البلقيني بقصيدة طويلة طنَّانة تزيدُ على ثمانين بيتًا، لم يتَّفق لأحدٍ مِنْ طلبة الشَّيخ ومحبِّيه -مع كثرتهم وتفتُّنهم- أن يأتي بنظيرها وقد جازاه ولدُه على ذلك بما لا يقابلُه عليه إلَّا الذي أنطقه به.

وكذا له مرثيَّة لشيخه العراقي قافِيَّةٌ بديعةٌ في معناها (٣).

وممَّا نُسِبَ إليه ما وُجِدَ بمجلس السُّلطان المؤيَّد في شعبان سنة إحدى وعشرين وثمانمائة في ورقه نصُّها:

يا أيُّها الملك المؤيَّدُ دَعْوَة ... مِنْ مخلصٍ في حُبِّه لك ينصَحُ

انظُر لحالٍ الشَّافعيَّة نَظْرَةً ... فالقاضيان كلاهُما لا يصلُحُ


(١) ما بين حاصرتين ورد في (ط)، فقط، وقد كنبت هذه المعني فوق كلمات (عين) في (أ، ح).
(٢) ص ٨٧٨ مِنْ هذا الجزء.
(٣) وقد أورد المرثيتين صاحب "جمان الدرر".