قال صاحب الترجمة، وقد سئل عن قولهم في الصَّلاة على الجنازة:"اللهم اغفِرْ لحيِّنا وميِّتِنا وكبيرِنا وصغيرنا"، هل هو أمرٌ نسبىٌّ، وكلاهما مكلَّف، أو المراد بالصَّغير غيرُ المكلَّف؟ في نصه: يحتمل أوجُهًا:
أحدها: أن يكونَ المراد ما أشير إليه في السؤال، وهو اختصاص ذلك بالبالغين، والصَّغير والكبير فيهما نسبي.
ويحتمل أن يكون أيضًا خاصًا بهم، والصَّغير والكبير في الصفات لا في الأعمال.
ويحتمل أن يكون على عمومه في البالغ وغير البالغ، لكن مَنْ لم يبلُغ منهم يكون المرادُ بطلب المغفرةِ له تعليقها ببلوغه إذا بلغ، وفعل ما يحتج إلى المغفرة.
ويحتمل أيضًا أن يكون طلبُ المغفرة لغيرِ البالغ ينصرف إلى والديه، أو أحدهما، أو إلى مَنْ ربَّاه.
ويحتمل أن ينصرف إليه برفع منزلته مثلًا، كما في البالغ الذي لا ذنب له إذا فرض، كمن مات بعد بلوغه بقليل، أو بعد إسلامه الخالص بقليل.
ويحتمل أيضًا أن يتخرَّج على أحدِ أقوال العلماء في الأطفال، وعلى أحد أقوال العلماء في المراهق، وكذلك مَنْ بلغ العشر مِنَ السِّنين، فإنَّ كلَّ ذلك محتملٌ، لأن المسألة اجتهاديَّةٌ، فيحسُنُ الدُّعاءُ لهم باعتبارِ ذلك.
وهذا ما فتح اللَّه به مِنْ جواب هذا السؤال، ولم أقف على مَنْ جمع في هذا الجواب بين هذه الاحتمالات، واللَّه سبحانه وتعالى المانُّ بفضله. انتهى.
وحكي لي أن هذا الناظم لم يكتفِ بجوابِ صاحبِ التَّرجمة، وأنَّه كتبَ للبدر العينيِّ ما نصه:
ماذا يرى عين الورى العَينيُّ في ... حُكْمِ الوَبا إذا به النَّجْمُ الخَفِي