للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسؤالنا الغفرانَ عندَ دُعائِنا ... لصغيرنا ونراه غيرَ مكلَّفِ

فاغنم إجابةَ سائل مُتَضَرِّعٍ ... يا أيُّها البحر العبابُ الحَيْرَفي

إني اهتديتُ بِسُؤْلِ غيرِكَ ضِلَّةً ... فظفرت مِنْ سؤلي بغيرِ معرِّفِ

فامتنع البدرُ مِنْ الجواب كما حكاه لي مَنْ كان عنده. وقال: إذا كان هذا المقول في فلان، فماذا يقولُ فينا، أو في غيره، أو كما قال.

وكتب إليه المذكور أيضًا، كما قرأته بخطه:

يا مَنْ يقولُ النَّثرَ درًا أزهرا ... والنَّظمَ ياقوتًا توقَّدَ أحمرا

ماذا يصحُّ روايةً ودِرايَةً ... فيما حكوه (١) مِنَ السَّماء إلى الثَّرى

فأجاب:

قد صحَّ خمس مِئن رواه الترمذي ... وإلى أبي ذرٍّ عزاه مقرَّرا

أو عشر سبع مِئنْ وثنتان روى ... هذا أبو داود فيما حبّرا

والجَمْعُ أنَّ الخمس للسِّير البَطِي ... والسبع (٢) للثاني والأوَّل شهرا

قلت: وما نسبه إلى الترمذي في خصوص كونه مِنْ حديث أبي ذر أشهر. والذي في الترمذي -وكذا عند أحمد- إنما هو مِنْ حديث الحسن عن أبي هريرة رفَعَهُ: "إنَّ بينَ كل سماء وسماءٍ خمسمائة عامٍ، وإنَّ سُمْكَ كلِّ سماءٍ كذلك، وإنَّ بين كلِّ أرضٍ وأرضٍ خمسمائة عامٍ".

نعم، حديث أبي ذرٍّ أخرجه إسحاق بن راهويه والبزَّار في "مسنديهما"، ولم يبين شيخنا صحابى حديث أبي داود، وهو عنده، وكذا الترمذي وابن ماجه جميعًا مِنْ حديث العبَّاس بن عبد المطَّلِب مرفوعًا: "بين كلِّ سماء وسماء إحدى أو اثنان وسبعون سنة".


(١) في (ط): "رويت".
(٢) في (ب، ط): "والسعي".