للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجُمع بينهما -كما أشار إليه شيخُنا- بأن اختلاف المسافة بينهما باعتبار بطء السير وسرعته. انتهى.

وقد سأل عن هذا السؤال بعينه -لكن نثرًا- الشيخ جلال الدين المحلي، وأجابه صاحب الترجمة عنه بما أثبته في موضع آخر، واللَّه المستعان.

وكتب إليه الشريف صلاح الدين محمد بن أبي بكر الأسيوطي يوم ختم "شرح البخاري" وهم بالتَّاج ما نصه: ما يقول شيخ المُحَدِّثين الأقدمين والمُحدَثين، فائق الكمال والإكمال بتهذيبه وتقريبه، غُنْيَةُ الطَّلبَة، كفاية الطَّلِبَة، نهاية الأرب في فنون الأدب، علَّامة ذوي الألمعية، قاضي قضاة الشافعية، أدام اللَّه مسراته، وحفظه وسراته، في قول القائل، وإن لم يكن طائل:

لك الهنا بفضل منك يشمَلُنا ... معنًى وحسًّا بموجودٍ ومعدومِ

كم للبخاريِّ مِنْ شرحٍ وليس كما ... قد جاء شرحُكَ في فضلٍ وتتميمِ

شروحُها الذَّهبُ الإبريزُ ما حَظِيَتْ ... بمثلِ ذا الخَتْمِ في جمعٍ وتكريمِ

وشرحك الرائح المصريُّ بهجتُها ... وهل يوازَنُ إبريزٌ بمختُومِ

وفي هذا الثاني العاني بما اشتمل مِنَ المعاني:

أقاضي (١) قُضاة الدِّين حقًا بليغَهم ... ومَنْ هو في أوج (٢) المعاني كلامُهُ

شروح البخاري مُذْ سُقِينَا رحيقَها ... أتى شرحُك الوافي ومِسْكٌ ختامُهُ

هل بينهما تواخِي، أم لأحدهما عن الآخر تراخي؟ وهل صاحب هذه البيوت في قصور، أم حام حول خام مَنْ عليه الحُسْنُ مقصور؟ وهل له في مجاري الأدب أدنى يُنبوع، وما بحكم به الذَّوقُ السليم المطبوع؟


(١) في (ب): "أيا قاضي".
(٢) في (أ): "أوجي"، وفي (ط): "أرج".