للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طاوعَتْهُم عَيْنٌ وعَيْنٌ وعَيْنٌ ... وعصَتْهُم نونٌ ونونٌ ونونُ

ما المراد بالطاعة والعصيان؟ وأنَّ الصَّفِيَّ الحِلّي أجاب عنه بقوله:

كفم مع دم خمسة أعين الَّفظات ... منها حرفُ الرويِّ يكونُ

ودواةٌ وحرفُ خطٍّ وحوتُ اليم ... يعصي الرَّوِيَّ والكلُّ نونُ

فأجاب بما سمعته مِنْ لفظه: نِسْبَةُ البيت لمن ذُكر فيه نظر، والنسبةُ لمَنْ أجابَ صحيحة، وقد أجاب عنهما قبل الصَّفِيِّ الحِلِّي الأستاذ أبو عمرو بن الحاجب، لكنَّ نظمه: فيه قَلَقٌ كعادته، ونَظْمُ الحليّ منسجم.

وأما الجواب عَن المراد بالطَّاعة والمعصية، فهو ظاهر في النظم المسؤول عنه، وذلك (١) أنَّ العينَ لفظٌ مشترك في ثلاثة معاني، وكذلك النون، [فأما العين] (٢) فأطاعت في لفظها ومعناها في الرَّوِيِّ، فإنَّ النُّونَ لفظُها والميمَ معناها، وكلاهما رويُّ النُّون، فأطاعت بلفظها، وعصت بمعناها؛ لأنَّ لفظَها مُتَّفِقٌ وهو النون، ومعناها مختلفٌ، وهو الهاء والفاء والياء؛ لأنَّ الثلاثةَ عَيْنُ الفعلِ مختلف لفظًا، واللَّه أعلم.

وكتب إليه بعضُهم مِنْ بيت المقدس يسأله عَنْ قول القائل:

كَيْدُ حسودي وهَنَا ... فلي سرورٌ وهَنَا

"الحمدُ للَّه الذي ... أذْهَبَ عنَّا الحَزَنا"

وقول الآخر:

قلبي إلى الرشد يَسِيرْ ... وعِنُدَه النَّظْمُ يَسِيرْ

"الحمدُ للَّه الذي ... فضَّلنا على كثيرْ"


(١) مِنْ هنا إلى قوله "فلم يتيسر لي. . . " ص ٩٥٣ في هذا الجزء سقط مِنْ (ط) حيث فقد مِنْ أوراقها قرابة كراسة.
(٢) ما بين حاصرتين ساقط مِنْ (أ).