عليه، ويروم عليها اعتماد صنيعه، لا سيَّما في شخصٍ يتجاذَبُ أطرافه جماعة فيهم مِنْ كائنته معه متراخية عَن كائنة المُشار إليه، فلا سمع ولا كرامة، بل نحمَدُ اللَّه عز وجل على العافية، ونسأله إلهامَ رُشدِنا، ونستعيذ به مِنْ شُرور أنفسنا.
وأدى عدمُ إخلاصه إلى المبادرة لمخالفته والتصريح بانتقاصه، حتَّى قال فيه بعضهم عقب بيت ما أحببتُ إيراده هنا:
لو قالَ إنَّ الشَّمسَ تظهَرُ في السَّما ... وقَفَتْ ذَوُو الألبابِ عَنْ تصديقه
وحضر إلى صاحب الترجمة شخصٌ مِنْ ضواحي حلب، فاستأذنه للقراءة عليه عَقِبَ مجلسِ الإملاء فأذنَ له، فبادر بإحضارِ كُرسيٍّ، ووضعه وسط المكان، ثمَّ صعد عليه، وشرع في القراءة، فتبيَّن أنَّ في المقرُوء أشياءَ موضوعة، ونحو ذلك، فانزعج صاحبُ التَّرجمة، وسارع للقيام بعدَ أن نهرَ القارِىءَ، قائلًا له: أردت أن تقولَ: قرأتُ هذا على فلان، أو كما قال. وكأنَّه فَهِمَ مِنْ قرائن الحالِ جُرأةَ الرجل وإقدامَه، وخَشِيَ الاغترارَ به، فبادر للإنكار عليه، وعَدَدْتُ ذلك مِنْ كشفه، فإنَّ المشارَ إليه صار يقصُّ على الناس، ويُكثر مِنْ إيراد الأكاذيب والمُهمَلات، فلا حولَ ولا قوَّة إلا باللَّه.
وكذا اتَّفق له مَعْ شخص رام قراءة "شرح النخبة" عليه، فما أجابه، وتبين تلبُّسَه بما لا يليق اعتقادًا وعملًا.
وأحضر إليه شخص مصنَّفًا له في الحدود والضوابط، رام تقريظه له، فبادر ودفع له دينارًا، واعتذر عن عدم كتابته.
واتَّفق أنَّ صاحبَ الترجمة رحمه اللَّه كان شديدَ الإنكار على المنجِّمين ممَّن يَخطُّ بالرَّمل ونحوه، فسمع ذلك منه بعضُ مِنْ كان يحضر مجلسه، فأخذ في الإنكار على شيخ كان يتعيَّشُ مِنْ ذلك، مع كونه طعن في السِّنِّ، وكان مِنْ جملة قوله له: اعتقادُ هذا كفر مِنْ أجلِ ادِّعاء علم ما يكون قبلَ كونه، فبادر المشارُ إليه، وشكا الطَّالب لصاحب التَّرجمة، فاشتدَّ إنكارُه على