قال البزار: "هَذَا الحَديثُ إنَّمَا رَوَاهُ جَارِيَةُ بْنُ هَرِمٍ،، عَنْ عَبْد الله بْنِ بُسْرٍ، عَنْ أبِى كَبْشَةَ، فكانَ الإِسْنَادُ مَجْهُولًا؛ لأنَّ عَبْدَ الله بْنَ بُسْر هَذَا لا نَعْلَمُ رَوَى عَنهُ إِلَّا جَارِيَةُ بْنُ هَرِمٍ وَيُوسُفُ بْنُ خَالدٍ غَيْرَ هَذَا الحَديثِ. وَهَذَا الحَدِيثُ لَمْ نَسْمَعْهُ إلَّا مِنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ فَأمْسكنَا عَنْ ذكْرِه". قلت: هكذا أسقطَ عمرو - أو شيخه - "عبد الله بن دارم" من سنده. فالظاهر أنه - أو شيخه - كان يتلون في إسناده كيما يفتضح به أهام الله والناس. وقد قال الطبراني عقب روايته: "لا يروى هذا الحديث عن أبى كبشة عن أبى بكر إلا بهذا الإسناد، تفرد به عمرو بن مالك"، وليس كما قال! بل توبع هالك عليه من هذا الوجه الثاني: تابعه جماعة منهم: ١ - يحيى بن بسطام: عند ابن عدى في "الكامل" [٢/ ١٧٥]، والعقيلى في "الضعفاء" [١/ ٢٠٣]. ٢ - الوضاح بن حسان: عند ابن عدى في "الكامل" [٢/ ١٧٥]. ٣ - على بن قرين: عند أبى نعيم في "أخبار أصفهان" [١/ ٤٢٦/ الطبعة العلمية] والحافظ في "اللسان" [٤/ ٢٥١]، والخطيب في "تاريخه" [١٢/ ٥١]- مقرونًا - وابن عدى في "الكامل" [٢/ ١٧٥]. ٤ - وموسى بن هارون المستملى: عند الخطيب في "تاريخه" [١٢/ ١٥]، مقرونًا. ٥ - وعمر بن يحيى الأيلى: عند ابن عدى في "الكامل" [٤/ ٣٣٨]، مقرونًا. وتابعه غير هؤلاء أيضًا. لكن يقول ابن عدى: "وهذا الحديث: يقال إنه حديث يحيى بن بسطام، وأن الباقين الذين رووه عن جارية سرقوه منه". قلتُ: ولا يبعد هذا. فكلهم هلكى! وقد جاء محمد بن إسحاق البلخى اللؤلؤى وخالف الجميع! ورواه عن جارية فقال: عن عبد الله بن بسر عن أبى راشد الحبرانى عن أبى كبشة الأنمارى عن أبى بكر به .. فزاد فيه واسطة بين ابن بسر وأبى كبشة. هكذا أخرجه المروزى في "مسند أبى بكر" [٦٩]. =