يصلى، وقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قتل المُصَلِّين! فخرج، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما فعلت؟ قال: كرهت أن أقتله وهو يصلى، وقد نهيت عن قتل المصلين، قال عمر: أنا، فدخل فوجده واضعًا وجهه، فقال عمر: أبو بكرٍ أفضل منى، فخرج، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مه؟ قال: وجدته واضعًا وجهه، فكرهت أن أقتله، فقال: من يقتل الرجل؟ فقال عليٌّ أنا، قال: أنت إن أدركته، قال: فدخل عليٌّ فوجده قد خرج، فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: مه؟ قال: وجدته قد خرج، قال:"لَوْ قُتِلَ مَا اخْتَلَفَ فِي أُمَتِى رَجُلانِ، كَانَ أَوَّلَهُمْ وآخرَهُمْ"، قال موسى: سمعت محمد بن كعبٍ، يقول: هو الذي قتله عليٌّ ذا الثُدَيَّةِ.
٩١ - حدّثنا عبد العزيز بن أبى سلمة بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، حدثنى إبراهيم بن سعد، عن الزهرى عن عبيد بن السباق، عن زيد بن ثابت حدثه قال: أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر أتانى فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإنى أخشى أن يستحر القتل بقراء القرآن في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإنى أرى أن تأمر فيجمع. قال: قلت: كيف أفعل شيئًا لم يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! قال: فقال عمر: هو والله خير فلم يزل يراجعنى في ذلك إلى أن شرح الله لذلك صدرى، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد بن ثابت: قال أبو بكر: إنك فتى شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحى للنبى - صلى الله عليه وسلم - فتتبع القرآن فاجمعه. قال زيد: والله لو كلفنى نقل جبل من الجبال ما كان أثقل على من الذي أمرنى به من جمع القرآن. قال: قلت: كيف تفعلون شيئًا لم يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: هو والله خير فلم يزل يراجعنى حتى شرح الله صدرى للذى شرح له صدر أبى بكر وعمر ورأيت في ذلك الذي رأيا، فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع واللخاف والعسب وصدور الرجال، حتى فقدت آخر سورة التوبة فوجدتها مع خزيمة بن ثابت الأنصارى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ