قلتُ: وهذا إسناد رجاله ثقات لولا أنه منقطع، وأبو قلابة لم يسمع من هشام بن عامر كما جزم به ابن المدينى ... كما في "المراسيل" [رقم ٧٣]، وعنه العلائى في "جامع التحصيل" [ص ٢١١]، وسياقه عند المؤلف وغيره يدل عليه، لكن وقع عند أحمد من رواية ابن علية عن أيوب ما يفيد سماع أبى قلابة من هشام هذا الحديث. ففى آخره قول أبى قلابة عن هشام: (وأنبأنا أو قال: أخبرنا: أن ذلك هو الربا) وهكذا وقع في رواية شعبة عن أيوب عند الطبراني في "الكبير" [٢٢/ رقم ٤٥٨]، وابن الجعد [١١٧١]، والطبرى في "التهذيب" [رقم ٦٨٢]، وهكذا وقع في رواية خالد الحذاء عن أبى قلابة عند الطبراني في "الكبير" [٢٢/ رقم ٤٥٩]، بإسناد صحيح إليه. وهذا مشكل، نعم إن صح أن أبا قلابة كان يدلس كما قاله الذهبى في ترجمته من "الميزان" فلا بأس من حمل قول أبى قلابة: (أنبأنا) أو (أخبرنا) على مثل ما حُمل عليه قول الحسن البصرى: (خطبنا ابن عباس) و (خطبنا عتبة بن غزوان) يعنى أهل البصرة. وقول طاوس: (قدم علينا معاذ اليمن) ونحوهما. وقد أخرج ابن عبد البر في "التمهيد" [١/ ٣٤]، حكاية عن ابن سيرين فيها ما يستدل به على تدليس أبى قلابة إن لم تكن تدل على إرساله. وعلى كل حال: فللحديث شواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة، مضى منها حديث عمر [١٤٩]، وحديث أبى هريرة وأبى سعيد وابن عمر ثلاثتهم [برقم ١٠١٦]، ويأتى حديث ابن عمر مفردًا [برقم ٥٧١٦]. ١٥٥٥ - صحيح: أخرجه أحمد [٤/ ١٩]، والمؤلف في "المفاريد" [رقم ٦٦]، من طريق إسماعيل بن علية عن أيوب عن حميد بن هلال عن بعض أشياخهم قال: قال هشام بن عامر ... وذكره. =