للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وقد توبع أبو عمرو بن حمدان عليه هكذا - كما وقع عند المؤلف - على الصواب. تابعه أبو القاسم نصر بن أحمد المرجى الشيخ الصدوق المسند المعمر: فرواه عن أبى يعلى كما في كتابه "المفاريد" [رقم ٩١]، وترجمة أبى القاسم هذا في "سير النبلاء" [١٧/ ١٦]، وفى "تاريخ الإسلام" [وفيات سنة ٣٩٠ هـ،] وهو آخر من روى عن أبى يعلى من أهل الدنيا.
أما ما جزم به الحافظ في "الإصابة" من كونه قد وقع هكذا - بدون ذكر حابس التميمى - عند المؤلف (أبى يعلى) فقد تعقبه حسين الأسد في تعليقه قائلًا: "نقول: إن رواية أبى يعلى كما هي ظاهره": حبة بن حابس أن أباه ... ، ولعل الحافظ - رحمه الله - قرأ: (حبة بن حابس) في بداية الحديث، فظن أنه هو الراوى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يتمم قراءة السند، والله أعلم.
قلتُ: وهذا غير جيد عندى، بل الأشبه أن الحافظ نظر في إسناد المؤلف من تلك الطريق التى ساقها ابن الأثير في "أسد الغابة" فقال ما قال. وقد عرفتَ ما فيها.
أما المحدث الحوينى فله شأن آخر، فإنه قد تبرم كثيرًا من كلام حسين الأسد الماضى، وعلق عليه في "النافلة" [رقم ٦٤]، قائلًا: "قلتُ: هذا تعليق بارد؛ لأن ابن الأثير ساق هذه الرواية من طريق ابن أبى عاصم وفيها: (حبة بن حابس قال: سمعتُ رسول الله ... ) فما وهم الحافظ؟! وقوله: "سمعتُ" وهم من بعض الرواة".
ثم قال الحوينى: "وليس معنى أن الحافظ عزا الرواية لأبى يعلى أنك لا بد واجدها في "مسنده" الذي تعمل فيه، فإن هذا هو "المسند المختصر" أما "المسند الكبير" فلا أدرى أهو موجود أم لا؟! ".
قلتُ: فمفاد كلامه - سدده الله - أنه ربما تكون تلك الرواية قد وقعت في "المسند الكبير" للمؤلف. ويكون الحافظ قد نقل منه ما قاله في "الإصابة"، وهذا عندى بعيد غير ناهض، والأشبه أن الحافظ قد قال ما قال بعد نظره في سند المؤلف المنقول في "أسد الغابة" وليس هذا بغريب على الحافظ، فقد وجدته في "الإصابة" ينقل عن أبى يعلى بعض أسانيده بواسطة ابن الأثير في "أسد الغابة" كما تراه في ترجمة فروة بن مالك الأشجعى [٥/ ٣٦٦]، وهذا محمول على أن "مسند أبى يعلى" لم يكن بمتناول الحافظ آنذاك. فاحتاج إلى النقل منه بواسطة.
* والحاصل: أن المحفوظ عن عبد الصمد في إسناد هذا الحديث: هو ما رواه الجماعة عنه كما وقع عند المؤلف وأحمد والبخارى. وأن التصريح بسماع حية فيه من النبي - صلى الله عليه وسلم -،=

<<  <  ج: ص:  >  >>