للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وبهذا أيضًا جزم المزى في "تحفة الأشراف" [رقم ١٠٣٦٧]، وكذا في ترجمة (ابن الحنفية) من "تهذيب الكمال" [٢٦/ ١٤٨]، حيث ذكر في شيوخه (عمار بن ياسر) ورمز أمامه برمز (س) وكذا ذكر في تلاميذه (عطاء بن أبى رباح) ورمز له برمز (س) وذلك إشارة منه إلى أن حديث ابن الحنفية من رواية عطاء عنه عن عمار بن ياسر عند النسائي في "سننه" [١١٨٨]، وكل هذا جعلنى أجزم بذلك أيضًا. وعليه فقد صححتُ إسناده كما مضى.
ثم رأيتُ ما قلب الأمور ظهرًا لبطن، فوقع عند ابن شاهين في "ناسخ الحديث" [برقم ٢٤٧] من طريق إبراهيم بن طهمان، عن ابن الزبير قال: "عن محمد بن عليّ بن حسين به ... مرسلًا". ومحمد بن على بن الحسين هو أبو جعفر الباقر الإمام المشهور، وهو لم يدرك عمارًا بالاتفاق، وهكذا عنون أبو الشيخ أيضًا في كتابه: "أحاديث أبى الزبير عن غير جابر" فقال: "أبو الزبير عن محمد بن عليّ ... " ثم ساق له هذا الحديث، ومحمد بن على هو الباقر أيضًا. عند أبى الشيخ، بدليل أنه - كما مضى - ذكر عنوان: "أبو الزبير عن محمد ابن الحنفية" ثم ساق له نفس الحديث، فهو بهذا يغاير بينهما، مع كونهما يشتركان في الاسم واسم الأب، فالظاهر أن أبا الشيخ يرى أن أبا الزبير قد روى عن الرجلين جميعًا هذا الحديث، وذلك بعيد عندى كما يأتى قريبًا.
ثم جاء عبد الرزاق وقال في "المصنف" [٣٥٨٧]: "عن ابن جريج قال: أخبرنى محمد بن على حسين أن النبي سلَّم عليه عمار ... إلخ"، ثم قال ابن جريج: "أخبر به عطاء عن محمد بن على، فلقيتُ محمد بن على فسألته فحدثنى به ... ".
ومحمد بن على الذي يروى عنه ابن جريج هو أبو جعفر الباقر قطعًا. ثم وجدتُ ابن شاهين قد أخرجه في "ناسخ الحديث ومنسوخه" [رقم ٢٨٤] بإسناد صحيح عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال: "عن محمد بن على بن أبى جعفر أن عمارًا سلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلى فرد عليه ... "، هكذا وقع عنده أيضًا، لكن كلمة (ابن) الواقعة بين على وأبى جعفر ما هي إلا زيادة مقحمة، والصواب: (محمد بن على أبى جعفر).
وهذا كله يؤيد أن صاحب هذا الحديث عن عمار هو أبو جعفر الباقر محمد بن على بن حسين، والحاصل: أن هذا إشكال غريب عندى، وتحريره يحتاج إلى مزيد بحث وقراءة.
والذى يقرب عندى: أن راوى هذا الحديث عن عمار: هو محمد بن على بن الحسين أبو جعفر الباقر، ويدل عليه عدة أمور لعل أقواها: هو ما مضى من رواية ابن جريج عنه عند عبد الرزاق. =

<<  <  ج: ص:  >  >>