قلتُ: والجملة الأخيرة - التى ليست عند البزار -: أخرجها الترمذى [٦١٣]، وأبو داود [٢٢٥]، وابن أبى شيبة [٦٧٨]، والطحاوى في "شرح المعانى" [١/ ١٢٧]، وابن عبد البر في "التمهيد" [١٧/ ٣٩]، والبغوى في "شرح السنة" [١/ ٢١٤]، وغيرهم من هذا الطريق الماضى ... وتوبع عليه حماد: تابعه معمر عند عبد الرزاق [١٠٨٧] بنحوه وسنده ضعيف معلول، وفيه علل: الأولى: عطاء الخرسانى ضعيف سيئ الحفظ على التحقيق. ومن سبر أحاديثه يعرف ذلك منه، ثم هو مدلس أيضًا، لكن يظهر لى أنه قليل التدليس، كثير الإرسال؛ فلا ينبغى إعلال الآثار بعنعنته على الإطلاق، وقد خولف في إسناده كما يأتى. والثانية: الانقطاع، فإن يحيى بن يعمر لم يسمع من عمار بن ياسر، كما قاله ابن أبى عاصم. راجع "جامع التحصيل" [ص ٢٩٩]. بل قال الدارقطنى: "لم يلق عمارًا ... "، وقال أبو داود: "بينه وبين عمار رجل"، وقول أبى داود يدل عليه الآتى. والثالثة: الاختلاف في سنده، فقد خولف عطاء الخراسانى فيه، خالفه عمر بن عطاء بن أبى الخوار، فرواه عن يحيى بن يعمر فقال: عن رجل أخبره عن عمار به نحوه ... هكذا أخرجه أبو داود في "سننه" [٤١٧٧]، ومن طريقه البيهقى [٨٧٥٥]، وأحمد [٤/ ٣٢٠]، وعبد الرزاق [٦١٤٥]، وغيرهم، من طرق عن ابن جريج عن عمر بن عطاء بإسناده به بشطره الأول دون جملة: (إن الملائكة لا تحضر ... إلى آخره)، وهذا الوجه هو المحفوظ عن يحيى بن يعمر. ويؤيده كلام أبى داود الماضى في العلة الثانية. وابن أبى الخوار ثقة مشهور، وابن جريج قد صرح بالسماع عنه، وقد خولف عمر بن عطاء في سنده أيضًا، بل ومتنه، خالفه عبد الله بن بريدة، فرواه عن يحيى بن يعمر فقال: عن ابن عباس مرفوعًا بلفظ: (ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجنب، والسكران، والمتضمخ بالخلوق)، هكذا أخرجه البزار [رقم ٢٩٣٠/ كشف الأستار] من طريق العباس بن أبى طالب عن أبى سلمة عن أبان العطار عن قتادة عن ابن بريدة به ... =