وهذا إسناد ظاهره الصحة، بل صححه المنذرى في الترغيب [١/ ٩٠]، وتابعه الإمام في الصحيحة [٤/ ٤١٧]، وفيه علتان، بل ثلاث: الأولى: علة الإرسال كما مضى من كلام البزار، ولم أقف عليه مرسلًا. والثانية: عنعنة قتادة، فهو إمام في التدليس. والثالثة: الاختلاف فيه على قتادة، فرواه عنه أبان بن يزيد كما مضى. وخالفه أبو عوانة، فرواه عن قتادة بإسناده به موقوفًا ... هكذا أخرجه البخارى في "تاريخه الكبير" [٥/ ٧٤]، وفى "الصغير" [٢/ ٢٠٩]، وكذا أخرجه العقيلى في "الضعفاء" [٢/ ٢٤١]، ولكن أبا عوانة قد ضعفه ابن المدينى في قتادة خاصة، لكن الحديث مروى عن ابن عباس من طريق آخر نحوه موقوفًا أيضًا، وسيأتى. ثم جاء بعض الهلكى وخالف قتادة في سنده، ورواه عن يوسف بن صهيب فقال: عن ابن بريدة عن أبيه به مر فوعًا نحوه. أخرجه الطبراني في (الأوسط)، والبخارى في (تاريخه)، والعقيلى وابن عدى والبزار وجماعة، وهو منكر جدًّا من حديث بريدة، وهو محفوظ من حديث ابن عباس موقوفًا كما مضى. ويؤيده أن هشام بن حسان قد رواه عن كثير بن أبى كثير مولى سمرة عن ابن عباس به موقوفًا مثله، لكنه قال: (وجنازة كافر ... ) بدل: (والسكران). هكذا أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" [رقم ١٣٤٥] بإسناد صحيح إلى عبد الوهاب بن عطاء عن هشام به ... قلتُ: وهذا إسناده حسن صالح. وكثير قد روى عنه جماعة ووثقه ابن حبان والعجلى. وقد توبع عليه عبد الوهاب بن عطاء: تابعه يزيد بن هارون عند ابن معين في "تاريخه" [٤/ ٣٨٦] معلقًا، لكن وصله العقيلى في "الضعفاء" من طريق محمد بن بحر عن يزيد بن هارون به. قلتُ: ومحمد بن بحر هو ابن مطر الواسطى، الشيخ الصدوق، روى عنه العقيلى والطحاوى وأبو الشيخ ابن حيان وغيرهم من الأكابر. وترجمه الخطيب في "تاريخه" [٤٩٨]، ولم يذكره بجرح ولا تعديل، وهو عندنا صدوق كما ذكرنا، فلا عبرة بتجهيل مسلمة بن القاسم له، وقد رده عليه الحافظ في "اللسان" [٥/ ٩٠]. =