فجاء المغيرة بن مسلم القسملى وخالفهم جميعًا، فرواه عن هشام بإسناده به مرفوعًا نحوه ... ، هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط" [٥/ رقم ٥٤٠٥] بسندٍ مقبول إليه به ... ولا ريب أن رواية الجماعة أرجح. وعبد العزيز وإن وثقه جماعة، إلا أن ابن معين قد أنكر بعض حديثه، كما في "سؤالات ابن الجنيد" [رقم ٧٩٧]، وللحديث طريق آخر عن عمار بن ياسر مرفوعًا بلفظ: (ثلاثة لا تقربهم الملائكة: جيفة الكافر، والمتضمخ بالخلوق، والجنب إلا أن يتوضأ) أخرجه أبو داود [٤١٨٠] من طريق عبد العزيز الأويسى عن سليمان بن بلال عن ثور بن زيد عن الحسن البصرى عن عمار به ... قلتُ: وهذا إسناد منقطع، فالحسن لم يتبين سماعه من عمار، بل جزم المنذرى في "الترغيب" [١/ ٨٩] أنه لم يسمع منه، وكذا جزم به المزى في "التهذيب" [٦/ ٩٨]، وهو كما قالا. وقد اختلف في سنده على سليمان بن بلال، كما تراه عند البيهقى في "سننه" [٨٧٥٦]. وجملة كون الملائكة لا تقرب الجنب حتى يتوضأ، هي جملة منكرة عندى. وقد مضى شاهد لها من حديث عليِّ [برقم ٣١٣]، والله المستعان. ١٦٣٦ - ضعيف بهذا السياق: أخرجه ابن عدى في "الكامل" [٥/ ١٨٦] من طريق المؤلف به ... ومثله ابن عساكر في "تاريخه" [٣٢/ ٩٢]، وسنده ضعيف واهٍ. عليّ بن أبى فاطمة هو عليّ بن الحزور الكوفى ذلك المتروك الساقط، وهو صاحب مناكير لا تُطاق، وشيخه أبو مريم هو الثقفى الذي يقول عنه الدارقطنى: "مجهول". لكن لفقرات الحديث شواهد معروفة. فجملة: (من كذب عليَّ متعمدًا ... ) صحيحة متواترة. وجملة: (إنها ستكون فتنة ... ) لها شواهد عن جماعة من الصحابة. مضى منها حديث سعد بن أبى وقاص [رقم ٧٥٠] و [٧٨٩]، وحديث خرشة [برقم ٩٢٤]، ويأتى من حديث أبى هريرة [برقم ٥٩٦٥]، ومن حديث أبى موسى [برقم ٧٣٢٩].