قلتُ: وغفل الرجلين عن شيخ المؤلف: سويد بن سعيد الحدثانى الصدوق المشهور، وقد كان مستقيم الحديث أول الأمر، ثم عمى وتغير حتى صار يتلقن، فأفحش أبو زكريا الغطفانى القول فيه جدًّا، وقد أتى في هذا الإسناد - أو شيخه - بعجيبة! وهى تصريح سليم بن عامر بالسماع من أبى بكر! مع كون سليم من الطبقة الوسطى من التابعين! بل قال أبو حاتم: "لم يدرك المقداد بن الأسود ولا عمرو بن عبسة". قلت: فأنى له إدراك أبى بكر فضلًا عن مقابلته؛ فضلًا عن السماع منه، لكن قد صح عن يزيد بن خمير أنه قال عن سليم: "كان قد أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -"، وهذا مشكل لكن رُوى عن ابن خمير في لفظ آخر: "وكان قد أدرك أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ". قال المزى: "وهو الصواب". قلتُ: بل هو الذي لا ينبغى العدول عنه، حتى قال الحافظ في "التقريب": "غلط من قال إنه أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ". ثم شرح ذلك شرحًا جيدًا لا غبار عليه في كتابه "الإصابة" [٣/ ٢٩٨]. وقد وقع لهما - يعنى سويد وشيخه - وهم آخر؛ فقال الإمام في "الصحيحة" [٣/ ٢٠٩]: "قلتُ: ومما يدل على خطئه - يعنى سويدًا - أو خطأ شيخه - يعنى ابن عبد العزيز - أن القصة وقعت لأبى هريرة مع عمر - رضى الله عنه - كما رواه مسلم .... ". قلتُ: وسبقه إلى ذلك الحافظ ابن كثير، فنقل عنه صاحب الكنز [عقب رقم/ ١٤٠٧]، أنه قال: "الحديث غريب جدًّا من حديث أبى بكر والمحفوظ عن أبى هريرة". =