للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= من طرق عن عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر عن أبيه [وسقط (عن أبيه) عند الدارمى] عن واصل بن حيان عن أبى وائل عن عمار به ...
= قلتُ: وهذا إسناد صحيح على الجادة. وقد توبع عليه عبد الرحمن بن عبد الملك: تابعه سعيد بن بشير عند البزار [١٤٠٧] بإسناد قوى إليه.
لكن أعله الإمام الدارقطنى الحافظ النقاد، وذكره في "الإلزامات والتتبع" [رقم ٣٢]، ثم قال: "هذا الحديث تفرد به ابن أبجر - يعنى عبد الملك - عن واصل، حدث به عنه: ابنه عبد الرحمن وسعيد بن بشير، وخالفه الأعمش - أي خالف واصلًا - وهو أحفظ لحديث أبى وائل منه، رواه عن أبى وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله - يعنى ابن مسعود - قوله غير مرفوع، قاله الثورى وغيره عن الأعمش ... ".
قلتُ: حديث الأعمش عند الطبراني في "الكبير" [٩/ رقم ٩٤٩٣، ٩٤٩٤]، والبيهقى في "سننه" [٥٥٥٤]، وفى "الشعب" [٤/ رقم ٤٩٨٨] من طريقين عن الأعمش به ...
قلتُ: وهذا إسناد صحيح حجة، لكن لا يعل به الأولى على التحقيق، وقد ناقش النووى في شرحه على "مسلم" [٦/ ١٥٩] بعضًا مما قاله الدارقطنى، فقال بعد أن ذكر طرفًا من كلامه: "وقد قدمنا أن مثل هذا الاستدراك مردود؛ لأن ابن أبجر - يعنى عبد الملك - ثقة يجب قبول روايته ... ".
قلتُ: وكذا واصل بن حيان الأحدب فذاك ثقة متقن. فالقول بكون الروايتين محفوظتين عن أبى وائل أولى من توهيم الثقات الأثبات بمجرد المخالفة، اللَّهم إلا مع قرينة ناهضة على التوهيم، وأين هي؟!
بل القرينة قائمة على الجزم بكون رواية واصل عن أبى وائل: رواية محفوظة ثابتة، وهى أن في رواية واصل حكاية وقصة؛ وهذا يدل على الضبط والحفظ.
وقد وجدنا بعضهم يُحسِّن حديث سيئ الحفظ ونحوه إذا كان في سياقه قصة أو حكاية؛ ويجعل ذلك قرينة على أن هذا الراوى قد ضبطه وجوَّده، فكيف إذا كان ذلك الراوى ثقة ثبتًا متقنًا مثل واصل بن حيان، وابن أبجر؟! فليتأمل!
وللحديث طريق آخر عن عمار به نحوه ...

<<  <  ج: ص:  >  >>