١٦٥٦ - صحيح: أخرجه أحمد [٤/ ٢٩٥]، والطبرانى في "الأوسط" [٤/ ١٣٦٣٠]، والطحاوى في "المشكل" [رقم ٤٥٤٧]، والرويانى في "مسنده" [رقم ٣٠٠]، وغيرهم، من طرق عن معمر بن سليمان [وعند الطبراني (معتمر) وهو تصحيف]، عن الحجاج بن أرطأة عن أبى إسحاق عن البراء، به ... قلتُ: الحجاج ليس بحجاج، وسوء حفظه مما سارت به الركبان، لكنه لم ينفرد به؛ بل تابعه: أبو بكر بن عياش عند أبى داود [٢٨٨٩]، والترمذى [٣٠٤٢]، وأحمد [٤/ ٢٩٣]، والبيهقى في "سننه" [١٢٠٥١]، وابن عبد البر في "التمهيد" [٥/ ١٨٧]، والخطيب في "الأسماء المبهمة" [ص ٤٥]، وغيرهم، من طرق عن أبى بكر بن عياش به ... قلتُ: أبو بكر وابن أرطأة ممن سمعا من عمرو بن عبد الله بعد تغير حفظه أو اختلاطه، ثم إن عمرًا مدلس ولم يصرح بالسماع. وقد أغرب بعض أصحابنا، فزعم أن روابة أبى إسحاق عن البراء محمولة دائمًا على السماع وإن عنعن فيها، وقالوا: ويكفى في هذا أنه صرح بالسماع في بعضها، وقولهم هذا في غاية من الفساد كما شرحناه في مكانٍ آخر، ويكفى في إبطال دعواهم جملة وتفصيلًا: ما سيأتي [برقم ١٧٢٠] في حديث رواه شعبة عن إسحاق قال: قال البراء ... وذكره ... فقال شعبة لأبى إسحاق: (أسمعته من البراء؟! قال: لا)، وتلك قاصمة الظهر. والذى عليه التحقيق: أن رواية المكثر من التدليس مردودة أبدًا حتى يتبين فيها الاتصال، اللَّهم إلا في شيوخ أكثر عنهم ذلك المدلس، كما قاله الحميدى - شيخ البخارى - وجماعة، فاحفظ هذا جيدًا وكن منه على ذكْر تنتفع به - إن شاء الله. وللكلام بقية. =