قلتُ: هذا إسناد شريف جدًّا. لكن قيل: إن الثورى لم يسمعه من عمرو بن مرة، كما تراه في "جامع التحصيل" [ص ١٨٦]. أما شعبة: فقد رواه عن الجماعة على الوجه الماضى. وخالفهم هانئ بن يحيى، فرواه عنه فقال: عن أبى إسحاق عن البراء به ... هكذا أخرجه الدارقطنى في الأفراد [رقم ١٤٢٥/ أطرافه]، بلفظ: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الفجر). قلتُ: وهانئ بن يحيى ثقة معروف، لكن قال ابن حبان: "يخطئ" فلعله وهم فيه، لكنه لم ينفرد به: بل تابعه بقية بن الوليد والأسود بن عامر كلاهما به عن شعبة، هكذا أخرجه الدارقطنى في "الأفراد" أيضًا [رقم ١٤٢٧]، ثم قال: "غريب من حديثه - يعنى أبا إسحاق - عن البراء؛ تفرد به عنه شعبة، وغريب من حديث شعبة؛ تفرد به بقية بن الوليد عنه، ورواه أسود بن عامر شاذان [في المطبوع: (أسود بن شاذان)] ولم يروه عنه غير محمد بن إشكاب". قلتُ: بقية والأسود ثقتان، لكن الحافظة قد تخون، وما أراهما - ومعهما هانئ بن يحيى - إلا قد سلكا الجادة في روايته عن شعبة، والمحفوظ عنه هو الأول. وقد توبع شعبة والثورى عليه عن عمرو بن مرة: تابعهما: محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى عند الطبرى في "تهذيب الآثار" [برقم ٢٦١٠]، بلفظ (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الفجر فقنت) وسنده صالح. إليه. ١٦٧٥ - صحيح: أخرجه البيهقى في "الشعب" [٧/ رقم ٩٦٦٠]، وفى "دلائل النبوة" [رقم ٢٥١٧]، وأبو نعيم في "الدلائل" [رقم ٣٥٦]، وتمام في "فوائده" [رقم ٢٤٢]، =