قلتُ: رجاله كلهم ثقات سوى ابن لهيعة الإمام العالم، وكعب بن علقمة روى عنه جماعة واحتج به مسلم. ووجدت ابن حبان ذكره في "مشاهير علماء الأمصار" [ص ١٨٩]، ثم قال: "من ثقات أهل مصر". وهذا توثيق مقبول منه. وقد اضطرب ابن لهيعة في سنده ومتنه. ١ - أما متنه: فإنه رواه مرة فقال: (النذر اليمين، وكفارته كفارة يمين) وتارة يقول: (كفارة النذر كفارة اليمين) واللفظ الثاني هو المحفوظ؛ لكونه قد توبع عليه كما يأتى. ٢ - وأما سنده: فقد مضى أنه رواه عن كعب بن علقمة فقال: (عن عبد الرحمن بن شماسة عن أبى الخير عن عقبة به ... ) ثم عاد ورواه عن كعب فقال: (عن عبد الرحمن بن شماسة عن عقبة بن عامر به ... ) وأسقط منه (أبا الخير، واسمه مرثد بن عبد الله). هكذا أخرجه الطبراني [١٧/ رقم ٨٦٦]، والرويانى في "مسنده" [رقم ٢٥٣]، لكن لم ينفرد ابن لهيعة على هذا الوجه الثاني، بل تابعه يحيى بن أيوب من رواية ابن المبارك عنه عند الطبراني في "الكبير" [١٧/ رقم ٨٦٥]، بإسناد صحيح إلى ابن المبارك عن يحيى بن أيوب به ... قلت: قد رواه جماعة عن يحيى بن أيوب على الوجه الأول، فقالوا: (عن يحيى عن كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن شماسة عن أبى الخير عن عقبة به ... ). هكذا أخرجه أبو داود [٣٣٢٤]، وأبو عوانة [رقم ٤٧٣٨]، والرويانى في "مسنده" [رقم ١٩٩]، ثم وجدت أحمد قد أخرجه [٤/ ١٤٧]، من طريق ابن المبارك عن يحيى بن أيوب على هذا الوجه أيضًا. فالذى يظهر لى: أنه ربما كان الحديث عند كعب بن علقمة على الوجهين جميعَا. وعبد الرحمن بن شماسة ثبت سماعه من عقبة بن عامر أيضًا. فلعله سمع عنه بواسطة أبى الخير، ثم قابل عقبة فحدثه به ... ويؤيده: أن ابن وهب قد رواه عن عمرو بن الحارث عن كعب بن عقبة به على الوجهين أيضًا، تارة بإثبات (أبى الخير) في سنده، وتارة بإسقاطه، فالرواية الأولى بإثباته: عند مسلم [١٦٤٥]، والطبرانى في "الكبير" [١٧/ رقم ٧٤٧]، والبيهقى في "سننه" [١٠/ ٦٧]، والطحاوى في "شرح المعانى" [٣/ ١٣٠]، وفى "المشكل" [٥/ ١٧٦]، وأبى عوانة [٤٧٣٩]، وابن عساكر في "المعجم" [رقم ١٥٨]. =