قلت: لقد رواه عنه عبد الله بن يزيد المقرئ مرفوعًا به ... عند المؤلف وجماعة كثيرة. وبعضهم يجزم بكون سماع المقرئ منه إنما كان قديمًا، وكذا رواه عنه قتيبة بن سعيد مرفوعًا أيضًا ... وبعضهم يقول عن رواية قتيبة ما يقولونه عن رواية المقرئ عن ابن لهيعة، وهذا ابن وهب - وهو من المتقدمين عندهم في ابن لهيعة - يقول: "ما رفعه لنا قط ابن لهيعة في أول عمره". فنفهم من هذا: أن بعض هؤلاء القدماء قد روى عن ابن لهعية أيضًا في آخر حياته، أو أن ابن لهيعة كان يضطرب فيه لسوء حفظه اللازم له أبدًا، فتارة كان يرفعه للمقرئ وقتيبة وجماعة. وتارة يوقفه لابن وهب. وهذا يدل على أن الرجل حديثه كله متوقف فيه: الجديد منه أو القديم. نعم، القديم مأمون فيه ألا يكون مما تلقنه على أيدى جماعة من سفهاء المصريين، فرواية قدماء أصحابه عنه وإن كانت ضعيفة أيضًا، إلا أننا لا نتوقف في كونها من صحيح حديث ابن لهيعة، الذي حدَّث به من أصوله الموثوق بها. أما رواية غير القدماء عنه، ففيها كل البأس، وشرح ذلك في "فيض السماء". والحاصل: أن حديث عقبة ضعيف على أحسن أحواله، وله شواهد عن جماعة من الصحابة، وكلها منكرة الأسانيد لا يثبت منها شئ قط، وقد تكلمنا عليها في حاشيتنا "آمال المستغيث على صفحات تأويل مختلف الحديث" وقد طبع المختصر منها. • تنبيه: أبو عبد الرحمن المذكور في ذيل الحديث: هو عبد الله بن يزيد المقرئ. فانتبه يا رعاك الله! ١٧ - قوى: أخرجه أحمد [٤/ ١٤٦]، و [٤/ ١٥٥]، والطبراني في "الكبير" [١٧/ رقم ٨١٦]، وابن عبد البر في "جامع بيان فضل العلم" [٢/ رقم ٢٣٥٩/ طبعة مكتبة التوعية]، =