للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= لكن أخرجه الحاكم [٢/ ٢٣٠]، والرويانى في "مسنده" [رقم ٢٤١]، كلاهما من طريق أبى داود عن هشام وعندهما: (عن قتادة عن الحسن عن قيس الجذامى عن عقبة به ... ) هكذا: (عن قتادة عن الحسن عن قيس ... ).
فالظاهر أن (عن الحسن) قد سقطت من "مسند الطيالسى" وهذا شئ قد عهدناه كثيرًا في مطبوعة المسند، والحاصل أن الطيالسى قد خالف عبد الصمد وحجاجًا في هشام، وقد توبع هشام على الوجهين جميعًا، فتابعه سعيد بن أبى عروبة على الوجه الأول: فرواه عن قتادة فقال: عن قتادة قال: ذُكِرَ أن قيسًا الجذامى حدَّث عن عقبة بن عامر .. فذكره بنحوه ... ، هكذا أخرجه أحمد [٤/ ١٤٧].
قلتُ: وقوله (ذكر) على البناء للمجهول، فهو دليل على كون قتادة لم يسمعه من قيس، وإنما يرويه عنه بواسطة الحسن كما يأتى، ووقع عند أحمد: (أن قيسًا الجذامى حدثه عن عقبة ... ) هكذا: (حدثه عن عاقبة) وهى خطأ عندى.
والصواب: (حدَّث عن عقبة) وصوَّبته من "إتحاف الخيرة" [رقم ٤٩٦٢]، للبوصيرى. وطريق ابن أبى عروبة عند الطبراني أيضًا في "الكبير" [١٧/ رقم ٩٩٨].
وجاء همام بن يحيى وتابع هشامًا على الوجه الثاني، فرواه عن قتادة فقال: عن الحسن عن قيس الجذامى عن عقبة به ... ، هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير" [١٧/ رقم ٩١٩]، ووقع عنده: (عن قتادة عن الحسن بن قيس الجذامى ... ) وهذا تصحيف، وصوابه: (عن الحسن عن قيس).
وهذا الطريق هو المحفوظ بما فيه من الزيادة.
فلْننظر فيه: فنظرنا فوجدنا رجاله ثقات معروفين سوى الحسن، فمن يكون؟! لقد كدتُ أجزم بكونه الحسن البصرى لولا أنى وجدتُ ابن أبى حاتم قد نقل عن أبيه في ترجمة (قيس الجذامى) من الجرح [٧/ ١٠٥] أن من الرواة عنه: (الحسن بن عبد الرحمن؟!) هكذا فقط، والحسن هذا ترجمه البخارى وابن حبان وابن أبى حاتم، ولم يذكروا عنه أكثر من كونه روى عن كثير بن مرة، وعنه قتادة فقط، ونسبه ابن أبى حاتم شاميّا، فكأنه شيخ مجهول الحال، وقيس الجذامى صحابى عند الأكثر.
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة. وهو حديث صحيح ثابت من طرق بألفاظ نحوه ... وفى الباب عن أبى هريرة وعمرو بن عبسة وكعب بن مرة وواثلة بن الأسقع، ومالك بن عمرو، وأبى موسى الأشعرى وجماعة غيرهم. =

<<  <  ج: ص:  >  >>