قلت: ومن طريق الفرات أخرجه البخارى في "تاريخه" [٧/ ١٢٩] مختصرًا جدًّا، ومداره على الفرات هذا. وهو مختلف فيه، قال أبو حاتم: "صدوق لا بأس به .... " وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "حسن الاستقامة في الروايات" وهذا توثيق مقبول جدًّا، لكن قال ابن معين: "ليس بشئ" وقال ابن عدى في "الكامل" بعد أن أخرج له هذا الحديث وغيره: " ... والضعف بيِّن على رواياته وأحاديثه) وقال الساجى: "ضعيف يحدث بأحاديث فيها بعض المناكير" وذكره ابن شاهين في "الثقات" كما في "اللسان" [٤/ ٤٣٢]، وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٨٣٥] بعد أن ذكر الحديث بإسناد المؤلف: "هذا إسناد فيه مقال ... " ثم ذكر كلام النقاد المذكور فيه، لكنه زاد: "وقال النسائي: ضعيف". فالظاهر أن الفرات ليس بعمدة. وقد أشار البخارى في "تاريخه" إلى كونه قد خولف في إسناده عن عطاء، فقال بعد أن ذكر طريق الفرات الماضى: "وقال عمرو بن دينار وأيوب وقيس عن عطاء عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... ". قلتُ: يشير إلى أن هذا الحديث محفوظ من طريق عطاء عن ابن عباس به ... قلتُ: وهو كما قال. وحديث ابن عباس أخرجه هو في صحيحه [٥٤٥، ٦٨١٢]، ومسلم [٦٤٢]، والنسائى [٥٣١، ٥٣٢]، وابن خزيمة [٣٤٢]، وابن حبان [١٠٩٨]، و [١٥٣٣]، والطبراني في "الكبير" [١١/ رقم ١١٣٥٨]، و [رقم ١١٣٩٠، ١١٣٩١]، وأحمد [١/ ٢٢١، ٢٤٤، ٣٦٦]، وعبد الرزاق [٢١١٢]، وابن أبى شيبة [٣٣٤٧]، والبيهقي [١٩٥٢]، والدارمى [١٢١٥]، والحميدى [٤٩٢]، وأبو نعيم في "الحلية" [٣/ ٣١٦ - ٣١٧]، وغيرهم، من طرق عن عطاء عن ابن عباس به نحوه مطولًا ومختصرًا ... =