للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. وفيه علتان:
الأولى: الانقطاع، وبها أعله جماعة، وذلك أن قبيصة لا يصح له سماع من أبى بكر، كما قاله جماعة. منهم: البخارى كما أشار إليه في "تاريخه" [٦/ ٢١٢]، وانظر التلخيص [٣/ ٨٢]، و"التمهيد" [١١/ ٩١].
والثانية: الاختلاف في سنده على الزهرى، فرواه عنه مالك على الوجه الماضى، وتابعه أبو أويس عند الذهلى في "علل حديث الزهرى" كما في التمهيد [١١/ ٩٥]. وتابعه أيضًا: عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، كما ذكره ابن عبد البر في "الاستذكار" [٥/ ٣٤٧].
وخالفهم جميعًا: مشاهير أصحاب الزهرى منهم: يونس بن يزيد وعقيل بن خالد ومعمر والأوزاعى وأسامة بن زيد وابن مجمع وشعيب وصالح بن كيسان ويزيد بن أبى حبيب وجماعة، كلهم رووه عن الزهرى فقالوا: عن قبيصة به ... ولم يذكروا "عثمان بن إسحاق". لكن: جزم النقاد بكون الوجه الأول هو الصواب. وهو الذي رجحه الترمذى في "سننه" [٤/ ٤٢٠]، والذهلى في "علل حديث الزهرى" كما نقله عنه ابن عبد البر، والدارقطنى في "علله" [١/ ٣٤٨]، إذ قال: "ويشبه أن يكون الصواب ما قاله مالك وأبو أويس، وأن الزهرى لم يسمعه من قبيصة، وإنما أخذه عن عثمان بن إسحاق بن خرشة عنه". ونحوه قال ابن عبد البر في الاستذكار [٥/ ٣٤٧]، بل ووجدتُ النسائي قد جزم به في سننه "الكبرى" [عقب رقم/ ٦٣٤٢]، فقال: "الزهرى لم يسمعه من قبيصة".
قلتُ: لكن يشكل على ما قالوه: أن الزهرى قد صرح بسماعه من قبيصة في هذا الحديث، قاله عنه صالح بن كيسان عند النسائي في "الكبرى" [٦٣٣٩]، ويونس الأيلى عند الفسوى في المعرفة [١/ ٧٨]، وابن عيينة - لكن اختلف عليه في إسناده - كما ذكره ابن عبد البر في الاستذكار [٥/ ٣٤٧]، ثلاثتهم رووه عن الزهرى فقالوا: حدثنا قبيصة به. وليس يمنع أن يكون الزهرى قد سمعه من قبيصة مباشرة، ثم سمعه منه بعد ذلك بواسطة عثمان بن إسحاق بن خرشة، ثم جعل يحدث به على الوجهين. وهذا عندى: أولى من تخطئة من رواه عن الزهرى عن قبيصة مجوَّدًا. وقد اختلف فيه على الزهرى على وجوه أخرى غير محفوظة. فعلة الحديث على التحقيق: هي الانقطاع بين قبيصة وأبى بكر، والإسناد ثابت إلى قبيصة. وعثمان بن إسحاق: وثقه ابن معين كما نقله عنه الدورى في "تاريخه" [٣/ ١٩٣]. =

<<  <  ج: ص:  >  >>