٢ - وحفص بن أبى داود: هو حفص بن سليمان المقرئ الكوفى، ساقط الحديث جدًّا عندهم، وكلام النقاد فيه شديد قاسٍ، بل كذبه ابن خراش واتهمه بوضع الحديث، وقد شرحنا حاله شرحًا دقيقًا مع سرد أقوال النقاد فيه كل ذلك في كتابنا "النكران على من استحب التكبير عند ختْم القرآن" وهو مخطوط لا يزال في مضبطة عندى. وقد تلوَّن فيه حفص بن سليمان، فعاد ورواه عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن عمر به مرفوعًا نحو سياق المؤلف ... ، هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير" [١٢/ ١٣٠٨٢]، وقد اضطرب الهيثمى في الكلام على هذا الطريق في "المجمع" [٢/ ٣٤٧]، لكن للحديث طريق آخر يرويه أبو بكر الحنفى عن الثورى عن أبى الزبير عن جابر به نحو سياقه هنا. وفى أوله: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاد مريضًا فرآه يصلى على وسادة، فأخذها فرمى بها، فأخذ عودًا ليصلى عليه فرمى به ... وقال ... ) ثم ذكره بنحوه ... أخرجه البيهقى في "سننه" [٣٤٨٤]، وفى "المعرفة" [١١٦٠]، وفى "سننه الصغير" [٤٥٦]، والبزار [٥٦٨]، وأبو نعيم في "الحلية" [٧/ ٩٢]، من طرق عن أبى بكر الحنفى عن الثورى به ... قلتُ: قال البيهقى في "سننه الكبرى": "هذا الحديث يُعد في أفراد أبى بكر الحنفى عن الثورى ... " ونحوه قال في "المعرفة" وزاد: "وقد تابعه عبد الوهاب بن عطاء عن الثورى". قلتُ: وهذه المتابعة: أخرجها هو في سننه "الكبرى" [٣٤٨٥]، والبزار في "مسنده" كما في "التلخيص" [١/ ٢٢٦]. وقد سئل أبو حاتم عن هذا الحديث كما في "العلل" [رقم ٣٠٧]، فقال: "هذا خطأ، إنما هو عن جابر قوله - يعنى موقوف - إنه دخل على مريض، فقيل له: فإن أبا أسامة قد روى عن الثورى عن هذا الحديث مرفوعًا، فقال: ليس بشئ، هو موقوف". قلتُ: وتعقبه الحافظ في "التلخيص" [١/ ٢٢٧]، قائلًا: "قلتُ: فاجتمع ثلاثة: أبو أسامة وأبو بكر الحنفى وعبد الوهاب". =