وقد وقفتُ على أربعة أحاديث أخر كلها يقول فيها أبو سفيان: (سمعتُ جابرًا) والإسناد إليه صحيح ليس فيه شئ، ولو فتش البعض لوجد أكثر من ذلك. * فالصواب عندى: أن حديث أبى سفيان عن جابر محمول على السماع ما لم يظهر الإرسال، عفوًا بله التدليس، وقد وصف أبو سفيان بذلك، وصفه به الدارقطنى والحاكم، لكنه ليس مكثرًا منه إن شاء الله وراجع "شرح علل الترمذى" [١/ ٤٤٦]. إذا عرفت هذا: فلا بأس من متابعة الحافظ في تجويده إسناد هذا الحديث. لكن تبقى فيه عنعنة الأعمش، وقد كان يدلس عن أبى سفيان أيضًا كما نصَّ عليه ابن حبان في "الثقات" [٤/ ٣٩٣]، لكنه مكثر من الرواية عن أبى سفيان أيضًا، فالأولى حمل ذلك على الاتصال ما لم يظهر التدليس. وللحديث شاهد نحو لفظه من مراسيل أبى عثمان النهدى عند هناد في "الزهد" [١/ رقم ٣٩٠]، لكن الإسناد إليه مخدوش، ثم وجدتُ له شاهد آخر أتم من لفظه - وفى آخر قصة - من حديث أبى هريرة عند البخارى في "الأدب المفرد" [رقم ٥٠٢]، والبيهقى في "الشعب" [٧/ رقم ٩٩٦٩]، وفى "الدلائل" [رقم ٢٤١٠]، وغيرهما، وسنده صحيح متصل. ثم وقفتُ على شاهد ثالث عن سلمان الفارسى، ورابع عن مولاة لسعد. ١٨٩٣ - صحيح: أخرجه ابن أبى شيبة [٣٢٤٣٤]، وتمام في "الفوائد" [رقم ١٦٣٠]، وغيرهما، من طريق الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به ... قلتُ: وسنده جيد. وقد مضى الكلام عن تلك الترجمة (الأعمش عن أبى سفيان عن جابر) فيما مضى قبلُ. وأبو سفيان طلحة بن نافع مختلف فيه، وهو صدوق وسط. ما أقربه من أبى الزبير! ولم ينفرد به، بل تابعه:=