١ - أما أبو الزبير: فروايته عند أحمد [٣/ ٣٤٦]، وابنه في "السنة" [٢/ رقم ١٤٥٠]، والطبرانى في "الأوسط" [٩/ رقم ٩٠٧٦]، والبيهقى في "إثبات عذاب القبر" [رقم ٢١٦]، والشجرى في "أماليه" [٢/ ٦]، وغيرهم، من طرق عن ابن لهيعة عن أبى الزبير عن جابر به في سياق طويل .. وفى آخره: (يبعث كل عبد في القبر على ما مات، المؤمن على إيمانه، والمنافق على نفاقه ... ) لفظ أحمد. وابن لهيعة مكشوف الأمر، وقد خولف في رفعه، خالفه ابن جريج، فرواه عن أبى الزبير فقال: أخبرنى أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول ... وساقه مطولًا مثل لفظ أحمد والماضين. لكنه لم يجاوز به جابرًا، بل وقفه عليه من قوله، وهذا هو المحفوظ، لاسيما وقد صرح أبو الزبير فيه بالسماع، ومثله ابن جريج. لكن هنا شاردة غريبة، فقد قال ابن كثير في "تفسيره" [٤/ ٤٩٧/ طبعة دار طيبة]: "وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج أخبرنى أبو الزبير أنه سأل جابر بن عبد الله عن فتانى القبر، فقال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول ... " ثم ذكره مطولًا مرفوعًا مثل السياق المشار إليه آنفًا، وهذا إسناد لا غبار عليه، ولكن أين رواه أحمد؟! قد بحثتُ عنه في "المسند" فلم أعمر عليه من هذا الطريق قط، وإنما رواه أحمد في "المسند" [٣/ ٣٤٦]، حدثنا موسى بن داود حدثنا ابن لهيعة عن أبى الزبير به ... ، ومن طريق أحمد: أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة". وقد استظهرت أنه ربما يكون قد سقط مع ما سقط من "المسند"، فرجعتُ إلى الجزء المطبوع في الأحاديث الساقطة من "المسند" فلم أعثر على هذا الطريق فيه، ثم نظرت في أطراف "المسند" [٢/ ١١٠]، للحافظ، فوجدته قد عزا الحديث إلى أحمد من نفس الطريق التى أخرجه أحمد منها في "مسنده"، ومثله فعل الهيثمى في غاية المقصد في "زوائد المسند" [رقم ١٢٤٩]، وهكذا أشار في "مجمع الزوائد" [٣/ ١٦٨]، حيث قال: "رواه أحمد، والطبرانى في "الأوسط"=