للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النبي - صلى الله عليه وسلم - فشكت ذلك إليه فأنزل الله: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [النور: ٣٣].


= وفى رواية لمسلم وغيره: (كان عبد الله بن أبى بن سلول يقول لجارية له: اذهبى فابغينا شيئًا؛ فأنزل الله: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: ٣٣]).
قلت: وهذا إسناد صالح، والأعمش قد صرح بالسماع عند ابن شبة، وكذا عند الحربى، ولو لم يصرح فأنت تعرف حكم عنعنته عن أبى سفيان، وأبو سفيان هو طلحة بن نافع الصدوق المعروف، وسماعه من جابر ثابت كما مضى الكلام عليه [برقم ١٨٩٢]:
وقد اختلف في سنده على الأعمش، فرواه عنه الثورى وعبد الواحد بن زياد ويحيى بن سعيد وأبو عوانة وأبو معاوية وعبد الملك بن معن وغيرهم على الوجه الماضى، وخالفهم منصور بن أبى الأسود، فرواه عنه فقال: عن أبى نضرة عن جابر به مثل سياق المؤلف ... ، فجعل شيخ الأعمش فيه (أبا نضرة) بدل (أبى سفيان) هكذا أخرجه الواحدى في "أسباب النزول" [ص/ ٢٢٠ دار الباز]، من طريق أبى القاسم البغوى عن داود بن عمرو عن منصور به ....
قلتُ: وهذا إسناد صحيح إليه، ومنصور ثقة صالح، لكن مثله لا يقوى على مخالفة أصحاب الأعمش أصلًا، ولو لم يروه إلا الثورى وحده، لكفى في ترجيح روايته على من سواه في الأعمش، فكيف ومعه جماعة من الثقات الأثبات؟!
وقد توبع عليه أبو سفيان: تابعه أبو الزبير عن جابر قال: (جاءت مسيكة لبعض الأنصار فقالت: إن سيدى يكرهنى على البغاء، فنزل في ذلك: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ ... } [النور: ٣٣].
أخرجه أبو داود [٢٣١١]- واللفظ له - والنسائى في "الكبرى" [رقم ١١٣٦٥]، والحاكم [٢/ ٢٢٩، ٤٣٢]، والطبرى في "تفسيره" [٩/ ٣١٨]، وغيرهم، من طرق عن ابن جريج عن أبى الزبير عن جابر به ...
قلتُ: وهذا إسناد على شرط مسلم كما قال الحاكم، وابن جريج وشيخه قد صرحا بالسماع عندهم جميعًا. وقد توبع عليه ابن جريج:
١ - تابعه معقل بن عبيد الله عند الخطيب في "الأسماء المبهمة" [ص ١٢٥] بإسناد قوى إليه.
٢ - وتابعه ابن لهيعة عند الطبراني في "الأوسط" [٩/ رقم ٩٠٧٢]، لكن الإسناد إليه لا يصح، وللحديث شواهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>