قلتُ: وإسناده مستقيم، لكن اختلف في سنده على الأعمش، فرواه عنه جمهور أصحابه على هذا الوجه، وخالفهم أبو بشر الزهرى، فرواه عنه فقال: عن أبى الزبير عن جابر به ... ، هكذا أخرجه الدارقطنى في "الأفراد" [رقم ١٧٦٣/ أطرافه/ طبعة العلمية]، قال الدارقطنى: "غريب من حديث الأعمش عنه؛ تفرد به الحسن بن قتيبة عن أبى بشر الزهرى - وكان جار الأعمش - عن الأعمش". قلتُ: والحسن بن قتيبة هذا ساقط البتة، راجع ترجمته في "اللسان" [٢/ ٢٤٦]، والمحفوظ عن الأعمش هو الأول عن أبى سفيان عن جابر به ... وقد توبع عليه أبو سفيان: ١ - تابعه عليه أبو الزبير عليه نحوه عند أحمد [٣/ ٣٤٦]، وابن حبان [٢٩٢٧]، والحارث [١/ رقم ٢٤٤/ زوائده]، وابن عبد البر في "التمهيد" [٢٤/ ٥٩]، وفى "الاستذكار" [٨/ ٤٠٨]، والطحاوى في "المشكل" [٥/ ٢٠٦]، والبزار [رقم ٧٥٨/ كشف] وغيرهم، من طرق عن أبى الزبير عن جابر به ... وعند ابن حبان: (إلا حط الله بذلك خطاياه كما تنحط الورقة عن الشجرة). قلتُ: وسنده على شرط مسلم، وقد أعله الإمام في "الصحيحة" [٦/ ١٧]، فقال: "وأبو الزبير مدلس". قلتُ: نعم، لكنه صرح بالسماع من رواية ابن جريج عنه، عند الطحاوى في "المشكل" بإسناد صحيح إليه. ٢ - وتابعه الحسن البصرى على نحو سياق المؤلف عند أبى نعيم في "أخبار أصبهان" [١/ ٣٢٠]، بإسناد ضعيف إليه، والحسن لم يسمع من جابر كما جزم به جماعة من النقاد. =