للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٣١٧ - حَدَّثَنَا ابن نمير، حَدَّثَنَا أبى، حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبى سفيان، قال: سألت جابرًا وهو مجاور بمكة، وكان نازلا في بنى فهر، فسأله رجل هل: كنتم تدعون أحدًا من


= كذلك كنتَ، قال: فيقال: اكسوه كسوة من الجنة، وألبسوه منها، قال: فيقول: دعونى حتى أخبر أهلى، قال: فيقال له: اسكن)، وعند البيهقي وابن أبى عاصم: (فيسألانه: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟! فيقوك: الله ربى، والإسلام دينى، ومحمد نبيى ... ).
قلتُ: وسنده حسن إن شاء الله، وأبو بكر بن عياش صدوق يخطئ، لكنه متماسك، وقد احتج به الجماعة، وعنعنة الأعمش مجبورة بإكثاره من الرواية عن أبى سفيان.
وقد اختلف في متنه على ابن عياش، فرواه عنه أبو كريب ومحمد بن عبد الله بن نمير ويوسف بن يعقوب الصفار - ثلاثتهم من الثقات الأثبات - على السياق الماضى، وخالفهم إسماعيل بن حفص الأبلى، فرواه عن أبى بكر بن عياش بإسناده به بلفظ: (إذا دخل الميت القبر مُثِّلت الشمس عند غروبها، فيجلس يمسح عينيه ويقول: دعونى أصلى) هكذا أخرجه ابن ماجه [٤٢٧٢]- والسياق له - وابن حبان [٣١١٦]، وابن أبى عاصم في "السنة" [٢/ ٨٦٧]، وغيرهم.
قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة": "هذا إسناد حسن إن كان أبو سفيان واسمه طلحة بن نافع سمع من جابر بن عبد الله، وإسماعيل بن حفص مختلف فيه".
قلتُ: قد ثبت سماع أبى سفيان من جابر مطلقًا كما مضى بسط الكلام عليه في ذيل الحديث [رقم ١٨٩٢]، أما كون إسماعيل بن حفص مختلفًا فيه فنعم، والظاهر من حاله أنه صدوق كما قال الحافظ في "التقريب"، لكنه ليس بالذى يقبل منه مخالفة الثقات في متون الأخبار، فإما أن يكون قد وهم في متنه، أو الوهم ما أتى إلا من شيخه أبى بكر بن عياش، فهو قد ساء حفظه بآخرة، فلعل إسماعيل بن حفص قد سمعه منه بهذا السياق عندما شاخ وكبر، وإسماعيل قد غمزه بعضهم في الأعمش، فقال ابن نمير: "هو ضعيف في الأعمش وغيره".
قلتُ: وأرى إعمال ذلك عند المخالفة، أو نكارة المتن ونحو ذلك، فإذا خلا الأمر من هذا؛ فحديثه مقبول عن الأعمش وغيره، واللَّه المستعان.
٢٣١٧ - قوى: أخرجه أبو عبيد في "الإيمان" [رقم ٣٠]، والطبرانى في "الأوسط" [٧/ رقم ٧٣٥٤]، وأبو جعفر بن البخترى في "المنتقى من الجزء السادس عشر من حديثه" [رقم ٩/ ضمن مجموع مؤلفاته]، والشجرى في "الأمالى" [ص ١١] وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به ... =

<<  <  ج: ص:  >  >>