قلتُ: هذا إسناد لا يصححه إلا رجلٌ لا يدرى ما وراء الأكمة، ولقد اضطرب فيه عبد الملك بن عمير اضطرابًا يضرب به الأمثال في سوء الحفظ، وقد شرحنا ذلك شرحًا موجزًا في تخريج الحديث [رقم/ ١٤١]، وذكرنا هناك: أن الدارقطني قد أورد هذه الاختلافات على عبد الملك في إسناده بكتابه "العلل" [٢/ ١٢٢، ١٢٣، ١٢٤]، ثم قال: "ويشبه أن يكون الاضطراب في هذا الإسناد من عبد الملك بن عمير؛ لكثرة اختلاف الثقات عنه في الإسناد". قلتُ: وراجع ما علقناه هناك. وللحديث طرق أخرى عن عمر به، وكلها معلولة، لكن له شواهد عن بعض الصحابة: منها: حديث أبي أمامة الباهلي قال: "قال رجل: ما الإثم يا رسول الله؟ قال: ما حاك في صدرك فدعه، قال: فما الإيمان؟ قال: من ساءته سيئاته وسرته حسنته فهو مؤمن". أخرجه عبد الرزاق [رقم/ ٢٠١٠٤]، ومن طريقه الحاكم [١/ ٥٩]، والطبراني في "الكبير" [٨/ رقم/ ٧٥٣٩]، وفي "الأوسط" [٣/ رقم/ ٢٩٩٣]، وغيرهم من طريق عبد الرزاق، قال أنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن زيدٍ بن سلام عن أبي سلام ممطور الحبشي عن أبي أمامة به. قلتُ: وظاهر إسناده الاستقامة. ٢٠٢ - صحيح لغيره: انظر قبله. ٢٠٣ - منكر: أخرجه ابن عدي في "الكامل" [١/ ٤٢٨]، من طريق المؤلف، ومن طريقه البيهقي في "سننه" [رقم/ ٩٦٦١]، وأبو سعد السمان في "معجم شيوخه" كما في "تاريخ قزوين" [٢/ ٤٢٤ - ٤٢٣/ الطبعة العلمية]، من طريق مالك بن سعير عن الأجلح بن عبد الله الكندي عن أبي الزبير المكي عن جابر عن عمر بن الخطاب به مرفوعًا ...